 |
|
|
ما الوعي؟
10-17-2014 04:28
الوعيُ حالةٌ فكريةٌ، يتألّق فيها الإدراك المنوط بالعقل الذي تفرّد به الإنسان على سائر الكائنات، فالوعي إذاً قيمة إنسانية عليا، تنمو وتتعمّق بحسب نموّ ثقافة الفرد ومقدرته على التفكّر فيما يحيط به من الأشياء الحسّية والمعنوية، كما أنّ لتراكم الخبرات وتنوُّع المعارف أثراً مباشراً في نموّ وعي الفرد، ويظهر ذلك من خلال سلوكه، وممارسته لما يعتقد أنّه صحيحٌ، سواء أكان متعلقاً بشخصه أم بما ارتبط بالنّاس والحياة من حوله، فبين الوعي والمعرفة علاقةٌ طرديّة، فحين تزداد المعرفة، وتتنوّع ينابيعها، ويتجدّد دفقها، يتمدّد وعي الإنسان طولاً وعرضاً وعمقاً، فيتّسع نطاق رؤيته، وتصبح ثلاثية الأبعاد، ويُلهَم الحكمة.
ويمكن تصنيف الوعي إلى نوعين، فنوع خاصٌّ يتمركز حول الذات، ونوع عامّ يحقق به الفرد أهدافاً يعمّ خيرها الجميع، فالوعي الّذي يُسوّغ للإنسان السعيَ لتحقيق غاية شخصية دون النظر إلى ما يترتّب على ذلك من ضرر للآخر، كمثل التاجر الذي يرى أن سرّ استمرار ازدهار تجارته يكون في احتكار سلعة معيشية، يعتمد عليها الناس في حياتهم، فهذا وعيٌ سلبيّ، وكذلك الموظف الذي يتزلّف إلى مسؤول كي يحظى بترقية أو مكافأة، إذ يمكننا عَدُّ ذلك وعياً قاصراً.
أمّا الوعي الّذي يحدو بالفرد إلى تحقيق ما يؤمن به، وما يعتقد أنّه في مصلحته مراعياً حقوق الآخرين ومصالحهم، أفراداً كانوا أم جماعات، ويدفعه إلى أن يسعى معهم لنيل ما يتطلعون إليه من مسوّغات الحياة الحرّة الكريمة، فهذا هو الوعي الذي يُرتَجى منه الخيرُ العميم.
وعندما نُسقِط هذه المفاهيمَ على واقعنا المحليّ المعاش، فإنّنا سنلحظ ما يُؤكِّد سيادةَ النوع الأوّل من الوعي، فعلى الرغم من تطوّر ثقافة الفرد، وتَوافُر الوسائل المُعِينة على تقدُّم المجتمع ونهضته في شتّى المجالات، إلاّ أنّ أداء المثقفين فيه لا يزال قاصراً بل ضعيفاً جداً، قياساً إلى ما يكتنزونه في وعيهم من ثقافة ومعرفة.
بقلم / أسماء الهاشم
الشرق
|
 تعليقات : 0 |  إهداء : 0 |  زيارات : 789 | أضيف في : 10-17-2014 04:28
| شارك :
خدمات المحتوى
|
أسماء الهاشم
تقييم
|
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441
