ذات مره كعادتي مع اخوتي كنا في حديث شيق عن الإبداع و المبدعون والمواهب ، ومن وسط الأحاديث أخبرني أخي الأصغر عن شابا في السابعه عشره من العمر بارعا في الرسم ، حينها أخذني التوقف عند ذلك ..! فلا أخفيكم بأنني من أحد المولعين في عالم الفن التشكيلي لاسيما فن الرسم ! رغم أنني من ضمن الفاشلين في عالم الرسم ! عدا رسم الهليوكبتر و علامة 2000 لا أعلم ما سبب ذلك ! هذا غير ما ذكرت من حبي التاريخ للرسم والأحاديث في الرسم والمتابعه لكافة الإبداعات في أيها مجال . أكمل أخي حديثه .. اتضح لي مدى الإعجاب الشديد بذلك الشاب ويروي لي أنه من النوع الفريد في عالم الرسم وانتهت الحكايه عند ذلك . قررت يوما أن ألتقي بهذا الشاب وجاء ذلك الإقرار ليس إلا : لأطرب عيناي بجماليات الرسم الآخاذ ، ولعل أن أقدم له المساعده إن كان و لحبي للرسم لكن متى ما سمحت لي الظروف والصدف " فالحياة مشاغيل " تركتها للأيام ! بعد ذلك وفي إحدى أيام الحياه وبينما كنت عائدا إلى المنزل ، صادفت ذلك الشاب فما كان مني سوى التوقف جانبا ، بعد التوقف كالعاده سلام و قليلا من الكلمات الترحيبيه ، كان برفقته شابين الأول في سنه ، و الآخر كذلك لولا أنه سمينا ، فعلى الفور أخبرت ذلك الشاب الرسام فيما كان يقول عنه أخي ، حيث براعته في الرسم: فأخبرني: نعم ! و تربطني في الرسم علاقة حب دائمه ، سألته عن الرسم والثقافه الفنيه ؟ فاتضح لي أنه يفتقد كثيرا للثقافه في علم الرسم وأشياؤه ، وهذه طبيعه الغالبيه وليس الكل .. طبيعة الغالبيه من مبدعي المجالات الكثيره حيث كل بدايه تكون صغيره ! كما أعرف أن وهذا على سبيل المثال : في الشعر أو بداية الشعر يكون الإنسان غير ملما بعلوم الشعر الوزن وما يليه !! تنهال القصيده تلقائيا على الإنسان حقيقه يدركها الشعراء ! كما أعرف أن عوالم الإبداع هي مواهب توهب إلهام .. لا تدرس !! كما أرى أن الموهوب بالفطره يفوق من يتصنع الموهبه لكن قد تكون هناك أهميه للإلمام لدى البعض إذ ليس الغالبيه مثقفين !! . على كل .. كان رفقاء الشاب يحيط بهم عالم الصمت ، وكان أحدهم في عزله مع الموبايل . سألت أحدهم فيما إن كان لديه إبداع ؟ فأجاب : لا !! عاودت ممررا السؤال على رفيقه الثالث: فكانت الإجابه: لا !! إلتمست حينها من ملامحهم بعدهم عن الثقافه وربما القرب للطيش والفراغ صفات الإنسان العشوائي !! الأمر الذي جعلهم في موقف المتفرج !! أدركت أنهم خطر ثقافي على موهبة الشاب !! كان المشهد بنظري :كزهره حمراء عطريه .. وسط أرض و شجيرات متهالكه يابسه من حرارة الفراغ !! أخذت الشاب جانبا : فقمت بدوري كمواطن مثقف و ككاتب وهاوي للفن يحترم الإبداع و يقدر جماليات الرسم ! أضفت إلى مخيلة الشاب معلومات عن الرسم : أحطته بأن الرسم علم من علوم الفكر و الإبداع، ذكرت له :.. ليوناردو دافينشي .. أحد أشهر الرساميين في العالم ولوحته الفنيه الشهيره .. الموناليزا .. اللوحه الذي وصلت أصدائها مختلف القارات العالميه و مكانها الفاخر في متحف اللوفر الواقع في فرنسا ! أكملت حديثي معه عليه أن لا يبخل منه على نفسه في المشاركات المدرسيه مسابقات المدرسه للرسم ، كما أحطته : أن إنعدام الإهتمام و التشجيع و حتى إنعدام الثقافه .. كذلك حتى وإن كان ممن هم حولك بلا ثقافه و غير مهتمين لا يشكلو أي عثره !! فالقوه في يديه و عقله بعد توفيق الله ليس في الناس ، تستطيع حين الطموح و الإراده أن تبلغ المستحيل !! معظم مبدعي العالم كان إنعدام الثقافه و التشجيع في ممن هم حولهم داعم إلى نجاحهم !! حاول أن تجعل أي عثره سلما إلى النجاح !! كثيرا من المبدعين منهم من تعرض لكثيرا من المحبطين لكن قجعلهم في الوراء ، المبدعون الحقيقيون .. لا يموتون .. ينجون .. ! و "إن من الزهر و الشجر من إستطاع النهوض و أن يعيش في الأراضي الجدباء شديدة الحراره ! . من نظره بعيده رأيت أحد رفقائه يستمع لإحدى أغاني ..ميحد.. والآخر في حالة سمو مع إحدى أعنيات ..خالد ..! أكملت آخر حديثي معه: أن يكون الإنسان شيئا مختلفا عن غيره .. شهيرا بالإبداع والفكر .. يحظى على إحترام العقلاء و المبدعين .. أفضل من أن يكون إنسانا عشوائيا فارغا لا نجاح له سوى السخريه وأذية الآخرين ! كما أن تكون شهيرا كما أن يكون الإنسان شهيرا بالصمت .. خيرا من الأذى و الإستهزاء و مضايقة الآخرين ، وإحباطهم والمحاوله لخذلهم أو التخريب عليهم وهو فارغا ليس معروفا في عوالم النجاح فذلك .. إبداع .. بحد ذاته ما يسهم في راحة الإنسان والمبدعين وعدم تعطيلهم و حفاظا على النجاح ! .
والآن عزيزي القاريء :
هل أدركت شيئا كارثيا ؟؟
من مدى تأثير غياب الإهتمام على الموهوبين و غياب ودمار المواهب .. إن أدركت ذلك فهذا الفشل ! وإن لم تدرك فهذا هو الفشل ؟!
لم اقرأ سوى السؤال المذيل
ان لم تقتنع ياعزيزي القارئ بكلام الاستاذ فوزي فهذه مشكلتك وليست مشكلة الكاتب وان اقتنعت فقد نجح الاستاذ فوزي بما يطرحه من خبرات .
انا لم اقرأ لاني اعرف ماسوف يتطرق اليه الكاتب من العنوان
تعليقات : 2 | 
إهداء : 0 | 
زيارات : 1029 | 
