الليبروجامية .. والليبروفاشية! - تايم تايمز
الخميس 19 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › الليبروجامية .. والليبروفاشية!
الليبروجامية .. والليبروفاشية!
01-03-2015 12:30


"ليبروجامي"، "ليبروفاشي" ألقاب أضحت متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يرددها فئامٌ دون وعي بماهيتها، والهدف منها، كيف جاءت، ومن أين أتت؟!. هنا ننبش معاً جذورها، ونكشف ماهيتها، حقيقتها، من يقف خلفها، ولماذا؟.. سنتحدث عن الليبرالية، الجامية، والفاشية، وعن مدى انتشارها بيننا!

حتى نتناول مفهوم "الليبرالية" فينبغي تناول تاريخها، والظروف التي نشأت فيها، وماهيتها كفكرة، وتطورها إلى أن وصلت لما وصلت إليه، وهو ما يعني قيامي بدراسة موسعة، تستغرق وقتاً طويلا، ولن يكفيها – بالتأكيد- هذا الحيز، إلا أنه ولاستيفاء المقالة، فسأضطر لتناول هذا المفهوم، بالحد الأدنى من الموضوعية، والتبسيط، والاختصار، وعليه فإننا حين نسم شخصاً بأنه "ليبرالي" فهو ببساطة ذاك الشخص المعتنق للفكر الفلسفي الليبرالي، الشامل لجميع نواحي الحياة، ولا يقتصر على جانب دون الآخر، إنه يتضمن "السياسي، الإجتماعي، الثقافي، الاقتصادي" كُلٌ لا يتجزأ، حيث تقوم الليبرالية على مبدأ "الحرية المطلقة" للفرد، تلك الحرية التي تعني: "الانعتاق" من الحدود والالتزامات الدينية، والعادات والتقاليد المجتمعية، ولا تقف "الليبرالية" عند هذا الحد، فلكي يستطيع الفرد ممارسة هذه "الحرية" المزعومة، فإنه لم، ولن يستطيع إلى ذلك سبيلا، إلا بسن قوانين في محيطه ودولته تحقق له القدرة على ذلك، لذى تجد المؤمن بها والداعي لتطبيقها، حقيقة، في بيئته ومجتمعه، تجده يطالب بالدولة ذات النظام الجمهوري الديمقراطي العلماني، التي تنادي بأن الحكم للعامة، بغض النظر عن ماهية هؤلاء العامة، فهم مصدر السلطات، والدولة تقوم على ثلاث سلطات منفصلة فصلا تاما، تشريعية، وقضائية، وتنفيذية، وبعبارة أخرى فالليبرالية الحقة لا تتفق مطلقاً والحكم بالشريعة الإسلامية السمحة، إنها ضد تحكيم الشريعة قولاً واحداً، بل وضد أي قوانين مستمدة منها أومستنبطة عنها، فالليبرالي يرى الإسلام ميتافيزيقيا رجعية، متخلفة، عائقة للتقدم، كما هي بقية الأديان الأخرى التي ثارت عليها الليبرالية في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر. إن عموم الليبراليين متفقون على أساسيات راسخة في هذه الفلسفة، تتمحور حول حكم الغوغاء، والحرية التامة، خارج نطاق الالتزامات والتعاليم الدينية والتقاليد الثقافية المجتمعية، وأن الأديان سبب تخلف الانسانية. عليه فإنه ووفق هذا المفهوم، لا وجود في الواقع لهذا الفكر في المملكة، التي تدين بالإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كما جاء في النظام الأساسي للحكم، ونظامها ملكي قائم على البيعة على القرآن والسنة، فهما الحاكمان على أنظمة الدولة، التي تقوم على العدل والشورى والمساواة وفق ديننا الوسطي السمح. وقد ذكر ذلك صراحة أستاذ النقد عبدالله الغذامي فقال:"لايوجد في السعودية أحداً يحمل الفكر الليبرالي".

أما "الجامية" فنسبة إلى العالم الجليل محمد أمان الجامي – رحمه الله- الذي يقول عنه عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ صالح الفوزان:"الجامي من علماء هذه البلاد" وقال:"أخونا، وزميلنا، تخرج من جامعة الامام، ودَرَّس في الجامعة الإسلامية، والمسجد النبوي، وداعيا إلى الله، ما علمنا منه إلا خيرا، وليس هناك جماعة تسمى بـالجامية، هذا من الافتراء، ومن التشويه، لكن لأنه يدعو للتوحيد، وينهى عن البدع، وعن الأفكار المنحرفة، صاروا يعادونه، ويلقبونه بهذا اللقب" فمن تكلم عن الجهاد بشروطه الشرعية، قيل جامي، ومن تكلم عن السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية، قالوا كذلك، ومن حذر من الإخوان المسلمين والجماعات والأحزاب نبزوه بالجامي. يقول سماحته: "هذه عادة أهل الشر، ينفرون عن أهل الخير بالألقاب" كما قالوا سابقا "الوهابية" وإلا فلا وجود لها حقيقة.

أما الفاشية فمذهب ايطالي مَثَّله "موسوليني"، وتأثر بـ"النازية" في ألمانيا التي مَثَّلها "هتلر"، وهي شمولية توسعية، تؤمن بأن للقوي الحق بأكل الضعيف، ولاتؤمن بالسلام، ولا عيش الفرد بكرامة، أو حقوق خاصة. ولاوجود لمن يقول بمثل هذا القول في المملكة.

فيا ترى ..من أين أتت هذه التسميات والألقاب؟ وما هدفها؟.

لقد أعلنت المملكة، قيادة وشعباً، الحرب على الإرهاب منذ أمد، كونها، فعلياً، المستهدف الأول والرئيس من هذه التنظيمات الإرهابية، التي تستهدف الإسلام، ودولة الإسلام بالدرجة الأولى، هذه الدولة التي ما فتئت تقف موقفاً حازماً قوياً وصلداً دفاعاً عن الدين الإسلامي الحنيف من أن يشوبه أي تشويه أو اساءات، ودفاعاً عن مصالحها ومصالح الأمة العربية والإسلامية، ولما تمثله من ثقل حقيقي سياسي واقتصادي وأمني وعسكري، جعلها الحصن الحصين، وجدار الصد الطويل، الذي بقي متماسكاً قوياً لحفظ حوزة الدين، والعروبة. يقول محلل سياسي أجنبي:" إن أكبر ثلاث قوى نفوذاً بالشرق الأوسط اليوم ليس بينها دولة عربية واحدة... باستثناء السعودية التي تمثل الصمود الوحيد في بحر الإختلال العربي"، لذا كانت المملكة على رأس الدول الساعية، قولا وفعلاً، لمكافحة الإرهاب منذ بدء ظهوره بهيئته الإسلامية المزعومة، والدين منه براء، وبلغت هذه المواجهة أوجها حين درست جهات رسمية، بعمق، هذه الظاهرة الخطيرة، والدخيلة على الإسلام والمسلمين، لسبر جذورها، تمهيدا لاقتلاعها، فكان أن تبين أن جميع مظاهر الإرهاب والتطرف تنبع من رحم واحد، وتنبثق من بوتقة محددة، إنه فكر الثلاثي الدخيل: حسن البنا، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، المُشَكِّل للتنظيم الدولي الإرهابي العميل "الإخوان المسلمين"، وهو ما دعا في المحصلة، لإعلان المملكة العربية السعودية تنظيم الإخوان المسلمين على رأس المنظمات الإرهابية التي ينبغي محاربتها، ومكافحة فكرها المنحرف الضال الذي استفرغ جميع ما نراه اليوم من منظمات الإرهاب المتدثرة بعباءة الإسلام. وقد نجحت المملكة – حتى الآن- في حربها الطويلة على الإرهاب، بفضل الله، ثم بفضل وعي المجتمع، وتماسكه وتعاضده وإلتفافه حول قيادته الحكيمة، فكان لزاماً على العدو، استهداف هذه الوحدة، وهذا التماسك، وهذا الالتحام، الذي هو أساس ما تتمتع به المملكة من قوة.

يقول الخبير الأمني الأول، والرجل الأمني الأول في دولتنا المباركة، نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله-:" نحن مستهدفون بعقيدتنا، نحن مستهدفون بوطننا"، إذن فالاستهداف حقيقي، والحرب حقيقية، لكن كيف للعدو أن ينتصر فيها؟ إن بداية أي حرب تكون بالحرب النفسية، والدعاية (Propaganda) أحد أهم الأدوات التي يستخدمها العدو في حربه هذه، إنها سلاح فعال بيد العملاء المحترفين من رجال الدعاية والإعلام السياسي، الذين ما فتئوا يمارسون هذه الدعاية القذرة عبر "تويتر" خاصة، و "اليوتيوب" وغيره، في محاولة لتشويه المفاهيم، وزعزعة الثقة، وإشاعة جو من الريبة والشك بين أفراد المجتمع، وبث روح الفرقة والفتنة بين أبناء مجتمعنا السعودي، بهدف السيطرة على الاتجاهات الشعبية وزعزعة الوحدة الفكرية والانتماء والتماسك الاجتماعي، وتفتيت الصفوف، واحداث الانقسامات، وزرع البلبلة النفسية التي هي مفتاح لتغيير الاتجاهات، واللعب بالعقول ثم السيطرة، والتحوير الفكري، وغسل الدماغ. ومن هنا نعرف هدف هذا التنظيم الخبيث، وعملاؤه في الداخل، لإشاعة مثل هذه التصنيفات، والرمي بها على فئات المجتمع الواعي كل بحسب شكله ومظهره، فإن كان شخصا ملتحياً قالوا "جامي"، وإن كان غير ملتح قالوا "ليبرالي" أو "علماني"، وقد كذبوا، وهذا التكنيك دعائي خبيث بامتياز، لا يستند للمنطق، بقدر مايستهدف اللاوعي، يعرفه المختصون بالدعاية والإعلام السياسي، بـ Name-Calling أو"النبز بالألقاب"، وقد حذرنا سبحانه من ذلك، فقال في محكم التنزيل: "ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".

وعليه فإنه لا وجود لمن ينتمون لهذه التصنيفات الخبيثة التي يريد من خلالها العدو شق الصف، اضعافاً للجبهة الداخلية، التي اثبتت قوتها ومتانتها، وهو ما أغاض العدو الذي هاج وماج..

أيها السادة،،،
هنا فقط فريقين اثنين لا ثالث لهما:

فريق الحق والخير .. فريق الولاء للدين والمليك والوطن، وفريق الباطل.. فريق الغدر والخيانة، فريق الإرهاب والعمالة، فريق الولاء للأعداء على حساب الدين والمليك والوطن.

همسة:

"تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا...وإذا تفرقت تكسرت آحادا"‬

تعليقات تعليقات : 1 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 5750 | أضيف في : 01-03-2015 12:30 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


التعليقات
967 "نايف" تاريخ التعليق : 01-03-2015 02:13
مع احترامي للكاتب مدري وش تقول


عماد المديفر
عماد المديفر

تقييم
9.53/10 (11 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441