حربنا على الإرهاب مستمرة - تايم تايمز
الخميس 19 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › حربنا على الإرهاب مستمرة
حربنا على الإرهاب مستمرة
02-04-2015 04:42

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإِنَّا على فراقك يا حبيب الشعب والأمة، يا والدنا وقائدنا وفخرنا وملهمنا ومليكنا الغالي عبد الله بن عبدالعزيز لمحزونون، وأيم الله أي حزن أعظم من فقدك، يا إمامنا، يا حكيم العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع في العصر الحديث، فلله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فالحمدلله على كل حال.
وعزاؤنا بوالدنا وقائدنا وإمامنا الفذ الهمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، فنحن قوم إن مات منا سيد، قام ألف سيد. فلله الحمد والفضل على ما أنعم به علينا من نعم تترى في هذه البلاد الطيبة المباركة.
لقد تولى حكيم الأمة وفقيدها الغالي، عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله- مقاليد الحكم، في فترة عصيبة من تاريخ العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع، فترة حرجة من تاريخ الدولة التي حملت هَمَّ الإسلام والمسلمين، همّ العرب كافة، هَمّ الإنسانية جمعاء، المملكة العربية السعودية. هي فترة حرجة كونها شهدت تشويهاً لكل ما هو عربي، ومسلم، وتصعيداً لرؤىً متطرفة، ونظريات موغلة في السوداوية كـ “صراع الحضارات”، و”نهاية العالم”، وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، إضافة لما شهدته المنطقة من حروب، وصراعات، وحالة من الاضطرابات العظمى، وعدم الاستقرار، إنها المنطقة الأسخن عالمياً خلال الفترة السابقة، ولا تزال، فتصدى – يرحمه الله- لكل ذلك بحنكة وقوة واقتدار، وهو الذي وصف المنطقة بأنها تغلي على صفيح ساخن. لقد شهدت تلك الفترة، ولا تزال تشهد، تنامٍ لنشاطات الجماعات الإرهابية المتدثرة بالإسلام، واتساع رقعة نشاطاتها العلنية المكثفة في كافة انحاء العالم، وعلى رأسها الجماعات الإرهابية “الثورية” المدعومة من طهران كجماعة الحوثي، وكذلك التنظيم الدولي الإرهابي للإخوان المسلمين، ومنتجاته كالقاعدة، وجبهة النصرة، وداعش وغيرهم.
لقد كانت التنظيمات الإرهابية، ولفترات طويلة، تعمل متسترة، هذه التنظيمات التي استهدفت بالدرجة الأولى الإسلام، والمسلمين عامة، ومنبع العروبة، ومصدر الرسالة المحمدية، المملكة العربية السعودية، بشكل خاص، فكان استهدافها لنا على ثلاث محاور، تمثل الأول في الإختراق الناعم والقديم، الذي أسس له الجيل الأول من عناصر تنظيم الإخوان المسلمين-أم الجماعات الإرهابية- الذين تسللوا لبلادنا كما تسللوا للعديد من البلاد العربية والإسلامية الأخرى في فترة سابقة، بهدف نشر سمومهم، وبث دعوتهم، متخفيين تحت عباءة الدين والتدين. فبدأوا بالخطوات الأولى لمخططهم الإجرامي الخطير، المتمثل في استهداف التربية، والنشئ، لزرع أفكارهم الدخيلة على ديننا الإسلامي الحنيف، وعقيدتنا الصافية النقية، من خلال انتشارهم وتغلغلهم الخفي بين المساجد، وفي التعليم الأساسي، والعالي، وهي مرحلة “الدعوة السرية”، و”التربية” وتكوين القاعدة الشعبية.
أما المسار الثاني، فكان من خلال العمليات الإرهابية المسلحة، والتي ظهرت على السطح بشكل جلي بتفجير العليا 1995م والتي نفذها الثلاثي”عبدالعزيز المعثم، ورياض الهاجري، وخالد السعيد”، وتفجير الخبر 1996م الذي نفذه تنظيم “حزب الله الحجاز”، ثم هدأت الوتيرة، لتعاود أخرى بشكل أكثر كماً وكيفاً في 2003، ولتنطلق شرارتها باستهداف ثلاث مجمعات سكنية دفعة واحدة، وما تلاها من عمليات ومواجهات مع “الفئة الضالة”، التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى نتاجِ فكر وعقيدة تنظيم الإخوان المسلمين، التي تسللت إلى بعضٍ من أبنائنا، فبدأت هذه العقيدة الفاسدة تخرج قيحها، وتحصد هذه التنظيمات الإرهابية ثمار غرسها العفن.
أما أخطر مسارات استهداف هذا التنظيم الإرهابي للإسلام والمسلمين، فهو البعد الثالث، والمتمثل في سعي التنظيمات الإرهابية العسكرية المسلحة، كالقاعدة، وداعش، وغيرها، نسبة نفسها، بكل خبث وخسة، للسلفية، في محاولة متعمدة لربط ديننا الإسلامي الحنيف، ونهجنا السلفي القويم بـ “الإرهاب”، وهو أحد أهم الأهداف الحقيقية بعيدة المدى. وقد تجلى ذلك حين اخترعوا وفي عملية مدروسة، كذبة ما يسمونه بـ “السلفية الجهادية” والتي هي فرية كبرى تستهدف النيل من المسلم النقي الأصيل، الملتزم باتباع الكتاب والسنة على نهج فهم السلف الصالح من آل بيت رسول الله -عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم- وصحابته، والتابعين، وتابعوهم بإحسان، وهو ما فعلته وتفعله بحسب الظروف، أمهم جماعة الإخوان المسلمين، التي تدعي السلفية تارة، وتتبرأ منها أخرى!
وليس ذلك فحسب، بل قد سعى رموزها الأولون المتسللون بيننا في الستينيات والسبعينيات الميلادية، للمزاوجة بين معتقدهم الخبيث، ونهج السلف، لتمرير أجندتهم بين أبنائنا الذين تربوا ونشأوا على العقيدة السليمة، فظهرت فرقة تسمى بـ “السرورية” باطنها إخواني خبيث، وظاهرها سلفي، وقريب من ذلك ما فعله داعش، في عملية مخططة، حيث قام بتصوير ونشر مقطع للفيديو يدعي فيه اهتمامه بكتاب “التوحيد” للإمام محمد بن عبدالوهاب – يرحمه الله- وطباعته لعدد من النسخ، ولم تكن هذه العملية إلا ضمن الحرب الدعائية والبروبغاندا الإرهابية ضدنا، لإلصاق إرهابهم بنا، وبالنهج السلفي، والسلف منهم ومن فعلهم براء. إن هذا التنظيم الإرهابي العميل “داعش” الثابت ارتباطه بمخابرات دول في المنطقة ترعى الإرهاب، والمنبثق عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والمُتزعم من قبل العميل المكنى بـ “أبوبكر البغدادي”-الذي اعترف يوسف القرضاوي صراحة بانتسابه إلى تنظيم الإخوان المسلمين-، لايعمل بشكل عفوي، تماماً كما هو التنظيم الإخواني الخفي داخل المملكة، والذي يعيش فترة تحول، وتغيير للجلد، ليتستر تحت عباءة السلفية، في محاولة للتغلغل، والتشويه والافساد من جديد، وأَنـَّا لهم ذلك.
لقد كان لافتاً أن شهدت الساعات الأولى من اعلان خبر وفاة فقيد الأمة وكبيرها، استقطاباً واضحاً، وفصلاً بَيّناً، بين قوى الخير والشر في العالم، فسبحان من جعل في ممات عبدالله بن عبدالعزيز – كما في حياته- فرقاناً، وكاشفة لمن يحمل فكر الإرهاب والشر والحقد على أمة الإسلام والمسلمين، على مختلف مشاربهم ومذاهبهم وجنسياتهم، لقد رأينا الخوارج الإرهابيين سنة وشيعة، وعلى رأسهم اتباع تنظيم الإخوان وداعش والقاعدة والمليشيات الشيعية الارهابية، وقد اجتمعوا واجمعوا – وهم من يبدون كمختلفين ظاهرياً- على موقفٍ كشف حقيقة كنههم، ليصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى: “قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ”، قبل ان يتدارك بعضهم موقفه ليعود للتلون والتقية من جديد. في حين بكت هذا القائد الفصل، ونعته قوى الخير والحب والسلام في العالم أجمع، على مختلف مشاربهم ومذاهبهم ودياناتهم وجنسياتهم. لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنموذجاً للقائد المسلم الحق المتمسك بتعاليم دين الله، عدوٌ للشر والإرهاب والظلم في العالم، ففرق به الله بين الفريقين في حياته، تماماً كما في مماته، فاللهم اجعل ما قام به في خدمة الإسلام والمسلمين والبشرية أجمع في ميزان حسناته، واجزه عنّا وعن الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع خير الجزاء، وأعظمه، وأجزله. وأعن قائدنا وحبيبنا ووالدنا الملك الصالح سلمان، ووفقه لما فيه خير للإسلام والمسلمين والانسانية جمعاء، فهو خير خلف لخير سلف. والله المستعان.

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 992 | أضيف في : 02-04-2015 04:42 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


عماد المديفر
عماد المديفر

تقييم
5.50/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441