 |
|
|
الشمال المنسي
07-12-2013 04:46
بينما كنت اقلب جهاز التحكم بين القنوات توقفت قليلا امام شاشة القناة الاولى واذا بصوت المقدم يعلو في برنامج نجم الاعلام قائلا " لقد استغرق العمل للبحث عن النجم ستة اشهر انطلقنا من المنطقة الوسطى ثم المنطقة الغربية ثم انتقلنا الى المنطقة الشرقية ومنها الى الجنوبية وهانحن نعود الى الرياض لنختم مشوارنا ونعلن الفائز بجائزة نحم الاعلام " ولم يذكر المقدم اسم المنطقة الشمالية لامن قريب ولامن بعيد وكاننها ليست جزءا من خارطة بلادنا الحبيبة فلماذا هذا التجاهل التام لهذه المنطقة التي تعج بالمميزين والمفكرين والمبدعين ! الايحق لنا ان نكون جزءا من البرامج والفعاليات التي تقام على مستوى المملكة اسوءة ببقية المناطق ! ولكن لاغرابة غاب صوتنا فنسي اسمنا .
عندما تتجول في شمال المملكة تلحظ تعثر عجلة التنمية في هذا الشمال فالشواهد على هذ التعثر تتمثل امامك في جميع ماتمر به من شوارع ومن مباني ومن مرافق ومن محلات تجارية وكلما اوغلت في البحث عن مظاهر التقدم والرقي في هذا الشمال لاتكاد تلمس شيئا يستحق الذكر .
يغيب في هذا الشمال وجود المولات التجارية والفنادق ذات الفئة العالية والخدمة المميزة والمراكز الحضارية والمتنزهات والشوارع الذكية والمقاهي العالمية ومراكز التدريب النوعية وتطوير الذات وان وجد شيئا من هذه الخدمات فانه يكون شحيحا هذا باالاضافة الى غياب جودة الخدمة في المرافق الخدمية التي تقدمها المؤسسات الحكومية او الاهلية من مستشفيات ومراكز صحية ووسائل نقل واتصالات وغيرها.
ان تردي حال الشمال ونقص الخدمات فيه جعل منه بيئة طاردة للطموحين من اهلها الذين يتطلعون الى مستويات عيش افضل فغادر الكثير منهم الى مناطق اخرى وقلبه يعتصر الما لحال منطقته التي ماتركها زهدا فيها وانما لغياب المستوى المعيشي الذي يتطلع اليه .
ولوامعنت النظر في نظرة اهالي الشمال الى واقع شمالهم لوجدتها تتفاوت من فريق الى آخر فينظر فريق منهم بنظرة موغلة في التفاؤل فجميع الخدمات في نظرهم متوفرة ولاينقص شمالنا أي شيئ وليس لدينا أي مشكلة في التنمية مغلقين اعينهم عن جراح هذا الشمال التي لايمكن تركها تنزف دون تضميد !، بينما ينظرالفريق الاخر منهم الى شمالهم بنظرة سوداوية قاتمة مفادها ان شمالنا يفتقر الى ادنى مستويات العيش الكريم غافلين او متغافلين عن بعض الجوانب المشرقة الموجودة فيه ! وهناك فريق ينظر بعين العقل والحكمة فيعد الايجابيات ولايغفل عن السلبيات .
هناك جهود ملموسة لبعض المخلصين من اهالي المنطقة الذين ساهموا في دفع عجلة التنمية في هذه الشمال لكنها تظل جهود فردية خجولة تفتقر الى المهنية العالية وفق خطط مدروسة تحمل رؤية واضحة لمستقبل واعد يلبي احتياجات اهل الشمال وتطلعاتهم .
ان اول خطوات الحل تبدا بالاعتراف بالمشكلة لانه من غير المعقول ان يصرف لك الطبيب دواءا دون ان تذهب اليه في عيادته فتشرح له ماتعانيه حتى يقوم بعمل الفحوصات التي بموجبها يشخص حالتك ويصرف لك الدواء الذي يقضي على الداء بحول الله ونحن في شمالنا العزيز علينا ان نعترف باننا نفتقر الى اشياء كثيرة على جميع المستويات وبالتالي نبحث عن الحلول التي يمكن ان توفر الخدمات والمظاهر الحضارية التي يمكن ان ترتقي بشمالنا ليضاهي الخدمات التي ينعم بها غيرنا في بقية مناطق بلادنا الحبيبة .
ان الاسباب التي ادت الى نسيان هذا الشمال وفوات عجلة التنمية فيه رغم الرخاء الاقتصادي التي تنعم به بلادنا الحبيبة كثيرة ولكن اهمها على الاطلاق هو غياب صوت اهلها وصمتهم الموحش عن المطالبة بتحسين مستوى الخدمات في شمالهم وعدم سعيهم لتشخيص مرضه ، بل ظلوا مكتوفي الايدي ينتظرون من يتفضل عليهم بتلمس احتياجاتهم والقضاء على مشاكلهم فمرت الايام واستمر الصمت وغابت الخدمات وتقاقمت المشاكل !.
لقد تعاقب على ادارة المرافق الحيوية في هذا الشمال الكثير من المدراء من خارج هذا الشمال فاعطاهم اهل الشمال الفرصة لتلوين شمالهم بماتجود به اقلاهمم وللاسف اختار بعض هؤلاء المدراء القلم الاسود فلونوا به هذا الشمال فخرج كما ترونه اليوم زاهيا بتلك الالوان السوداء ولانبخس حق المخلصين منهم الذين ساهموا في تخفيف درجة هذا السواد بماتشاهدونه اليوم من خدمات متميزة في بعض المرافق تمخضت عن ضمير حي يراقب الله في مااسند اليه من امانة سيساله الله عنها يوم تزل الاقدام .
لقد اعتمد جل المدراء الذين تعاقبوا على ادارة المؤسسات الحكومية في هذا الشمال على سياسية التقشف في المطالبة بالموارد البشرية والمادية علهم يحوزوا على رضا وزاراتهم فبعض المؤسسات الحكومية يشغلها ربع الهيكل البشري المعتمد لها فسبب ذلك الارهاق للربع الذي يوكل اليه اربعة اضعاف العمل الذي يفترض ان يقوم به واما لموارد المادية تجدها شحيحة لدرجة ان بعض الموظفين ينفقون من مالهم الخاص لتسيير العمل في اداراتهم فانعكس ذلك سلبا على مستوى الاداء في تلك المؤسسات فضلا عن الاعراض الجانبية لهذا التقشف خاصة من الناحية البشرية التي تمثلت في ركود مستوى الحركة الاقتصادية في الشمال .
اننا ندرك تماما انه من الحمق نشر نشارة الخشب فماحصل حصل ومافات فات ولكن علينا ان نستفيد من اخطائنا الغابرة في تحسين مسار مستقبلنا فقد ان الاوان لاهل الشمال ان يستيقظوا من سباتهم ليشرعوا بالعمل على تشكيل هيئة لتطوير مدنهم وتلمس احتياجاتها وتضميد جراحها والوقوف كلحمة واحدة لبناء شمالهم وترميم جوانبه المظلمة وتحسين صورته.
والامل معقود على اهل الراي والحل والعقد منهم في المطالبة بتشكيل هذه الهيئة تحت مظلة امارات المناطق لديهم وتشجيع المستثمرين للاستمار في هذا الشمال من الشمال ومن خارجه وجلب رؤوس الاموال لاقامة مشاريع تنموية في كافة المستويات حتى يرتفي شمالنا الى مستوى تطلعاتنا وتزداد فرص العمل فيه لاستيعاب شبابنا وشاباتنا ونرتقي بمستوى وعيهم وثقافتهم وتوسيع مداركهم وبعد تفكيرهم وتطوير مهاراتهم لنصنع منهم لبنات متينة تنهض بشمالهم ووطنهم لينافسوا شباب المناطق الاخرى في التربع على هرم الوزارات والمؤسسات الحكومية والاهلية لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم .
|
 تعليقات : 0 |  إهداء : 0 |  زيارات : 1196 | أضيف في : 07-12-2013 04:46
| شارك :
خدمات المحتوى
|
نواف فضل
تقييم
|
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441
