( إنْ هذان لساحران ) طه (٦٣) - تايم تايمز
الخميس 19 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › ( إنْ هذان لساحران ) طه (٦٣)
( إنْ هذان لساحران ) طه (٦٣)
03-31-2015 12:56



دائماً ماتثار إشكالية إعرابية حول هذه الآية ، فقد دخل النحويون في جدلٍ كبير لتحديد الوجه الصحيح لقراءة هذه الآية ، وحصل بينهم اختلاف في الوجه الصحيح لقراءة ( إن ) ،،، فمنهم من يرى أنها المخففة من الثقيلة ، ومنهم من يرى أنها
( إنّ ) الناصبة للإسم فتكون الآية
( إنّ هذين لساحرين ) ، ومنهم من يرى أن (إنّ) بالتشديد بمعنى نعم ,,,, وكل هذه القراءات صحيحة ومتواترة ....

فقد وضعت للقراء الكرام السكون على نون (إنْ ) لأنها القراءة المشهورة لهذه الآية ، والمرسومة في المصحف ،،

الخلاصة فيما جاء من أقوال العلماء عن هذه الآية عدة وجوه وهي كالآتي :


الوجه الأول /
هناك من العلماء من يعتبر ( إنْ ) المخففة من الثقيلة واللام في ( لساحران ) تعتبر فارقة - للتفريق بين إنْ النافية و إنْ المخففة من الثقيلة ، كما أن وجود اللام أثر في ( إن ْ ) فجعلها مهملة لاتعمل ، فوجود اللام هنا يثبت لنا صفة السحر لهما ، وللتوضيح إن قلت : إنْ أنت مسافر ، فإنك تنفي السفر ،،،،
وإن قلت : إنْ أنت لمسافر ،، فأنت تثبت السفر ،، فاللام الفارقة وجودها يعني الإثبات ،
وعدمها يعني النفي ...
ومنه قوله تعالى في سورة الشعراء ( وإن نظنك لمن الكاذبين ) معناها أنت كاذب ،،،
فلو قال : وإن نظنك من الكاذبين بدون لام هذا يدل على نفي صفة الكذب عنه .
فإن هنا مخففة من الثقيلة جيء باللام الفارقة في خبرها للتفريق بين إن النافية وإن المخففة .... ،
وهي قراءة حفص عن عاصم , وقرأها ابن كثير هكذا ولكن بتشديد نون هذانّ .


الوجه الثاني /
لقراءة الآية هو ( إنّ) بمعنى
{ نعم} فلا تقتضي اسماً ولا خبراً
أي نعم هذان ساحران ،،، والشاهد على ذلك موجود في كلام العرب من الشعر والنثر ،،

فمن شعر العرب قول عبيد الله بن قيس الرقيات :

بكر العواذل في الصباح **** يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علاك **** وقد كبرت فقلت إنّه


ومن النثر قول أحدهم لعبدالله بن الزبير : لعن الله ناقة حملتني إليك . فقال له ابن الزبير : إنّ وراكبها .
أي : نعم لعنها و لعن راكبها .

فإن هنا بمعن (نعم ) ، وهو قول الكسائي ،،، وسيبويه يقول : هي بمعنى ( أجل ) , و إنّ بالتشديد من أقدم أدوات الإيجاب في اللغة العبرية والآرامية وكذلك العربية ، والدليل أنها استخدمت في قصة موسى والذي استخدمها هو فرعون بلغتهم ، فهو استعملها كما استعملوها العبريون القدامى .. فهي لغة عبرية قديمة وآرامية فهو تعبير عجيب ... واستخدمت في العربية أيضاً فهي كلمة مشتركة في اللغات السامية وهي العربية والعبرية والآرامية ... وأكبر دليل على صحة ذلك عدم اعتراض كفار قريش على هذه الآية وهم من هم في اللغة ، بل إن هذا يعد إعجازاً لأنه استخدم إنّ المشددة بمعنى نعم في هذه القصة بالذات قصة موسى مع فرعون واختار لفظة مشتركة بينهم وبين العرب وهي إن ...
ومن الذين ذهبوا. لهذا القول أبو إسحاق الزجاج ، وكان قد عرض رأيه على شيخه المبرد وإسماعيل بن إسحاق فقبلاه واستحسناه . وعارضه ابن جنى

الوجه الثالث /
إنّ هَذَيْنِ لسَاحِران " بتشديد ( إنَّ ) ونصب
( هذين ) بالياء لأنها ملحقة بالمثنى وتعامل معاملة المثنى من ناحية الإعراب، وهي قراءة مروية عن الحسن وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعيسى بن عمر , وهذه القراءة لا إشكال فيها من جهة النحو، إلاَّ أنها لم تسلم من مآخذ بعض النحويين كالفراء الذي يقول ولست أشتهي أنْ أخالف الكتاب، ويقول الزجاج "فأما قراءة عيسى بن عمر، وأبي عمرو ابن العلاء فلا أجيزها؛ لأنها خلاف المصحف


الوجه الرابع / تقرأ هذه الآية على لغة من يجعل المثنى بالألف دائماً أياً كان موقعها في الجملة، وهذا يخالف المشهور من قواعد النحو التي تقول أن المثنى علامته الياء في الخفض والنصب ،،، ومن هنا بدأ الإشكال في هذه الآية ،،
والشاهد على هذه اللغة قول الشاعر :

واهاً لسلمى ثم واهاً واها **** هي المنى لو أننا نلناها
ياليت عيناها لنا وفاها *** بثمن نرضي به أباها
إن أباها وأبا أباها *** قد بلغا في المجد غايتاها

فهنا عامل المثنى بالألف على الإطلاق وهي لغة من لغات العرب وهي لغة بني الحارث بن كعب ولكنها قليلة وليست مشهورة ..

الوجه الخامس/ يعتبر إسم إن ضمير الشأن محذوف والتقدير ، إنه هذان لساحران ، فالهاء ضمير الشأن إسم إن ..

و هناك من قال أن سبب مجيء (هذان) بالألف لأن سورة طه في فواصلها حرف الألف فلو أننا جئنا بالياء على القياس لاضطرب النسق المنسجم بالألف و هو ما يعرف بـ ( الاتباع) و نظيره قول الله (و تبتل إليه تبتيلا) و القياس تبتلا.

فهناك من يقول بوجود أخطاء تخالف قواعد اللغة كالنصارى ، وهم لايعرفون اللغة وأسراراها واحتمالاتها ووجوهها ،، فهذا إتهام باطل ومردود عليهم ،، فإن قواعد اللغة مستمدة من القرآن وكلام العرب ،، فيجب على من يريد الحكم هكذا بدون معرفة شاملة باللغة فهذا جاهل ،،، فإن فطاحلة اللغة ومن قبلهم العرب الأقحاح لم ينقدو مثل هذا النقد لأنهم عرفوا بيان وإعجاز كلام الله وفهموه جيداً ، ثم إنه كيف يأتي إنتقاد من المتأخرين بل ممن هم ليسوا من العرب ، بينما العرب الذين نزل عليهم القرآن لم يخالفوا مع أن بعض الكفار يحاول جاهدًا وجود أخطاء في القرآن ولكن هيهات ،،، فهو كلام الخالق عز وجل الذي وعد بحفظه والدليل على ذلك ماقاله ألد أعداء الإسلام وهو الوليد بن المغيرة عندما سمع القرآن بصوت نبينا عليه الصلاة والسلام حيث تبشش وجهه وتغيرت ملامحه وارتعدت فرائسه ورجع لأصحابه من كفار قريش بغير الوجه الذي ذهب به وأيقن أنه حق وأنه ينزل على النفس الجاحدة كالصاعقة ولو كان كما قلنا أن هناك ثمة أخطاء لما غابت على العرب الأقحاح الفطاحلة في اللغة فهم يعرفونها معرفة جيدة من دون قواعد ،،،،

هذا مااستطعت جمه وتقديمه لك أخي القارئ وأعتذر عن النقص والخلل والزلل وبالله التوفيق ....


كتبه / عياده خليل العنزي

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 2617 | أضيف في : 03-31-2015 12:56 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


عيادة العنزي
عيادة العنزي

تقييم
10.00/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441