كل مسؤول بالدولة وزيرا أو غيره شمس شارقة تشرق لترى الصورة الحقيقة وتدنو وتقترب لتزداد الصورة وضوحاً ,وتلامس هموم الآخرين ؛ يفتح صدره ؛وبابه ليسمع مشاكل الناس؛ وقضاياهم ,لا يجعل بينه وبينهم حجاب 00يتعاطف ويصحح اﻷوضاع مستمدا الرؤية الواضحة ,والصادقة من المواطن والمراجع0قال الله تعالى بكتابه الكريم :0 ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ”
صدق الله العظيم 72 الأحزاب
ما أعظم الأمانة وما أعظم المسؤولية فبما أن الوزير أو المسؤول قبل بالمنصب واستبشر به لابد أن يكون أهلًا له يخاف الله سبحانه وتعالى من عظم الأمانة الملقاة على عاتقه, فالمراجع لم تقوده قدماه إلى أبواب الوزير مستعطفًا هذا وذاك للوصول لمقابلة إنسان بمنصب وزير يرسم ويترجم الرؤى السامية لمليك الدولة وسياسة الدولة في التعامل مع المواطن وتلمس احتياجاته يحلم أن يجد من ذلك الشخص (الوزير) التفهم له ؛والتعاطف؛ مع قضيته؛ ومعالجة شكواه ؛لأنه لم يصل إليه إلا بعد أن طرق جميع الأبواب الموصدة فكل ما يحلم به مواطن عادي ,هو التعامل بحسن الخلق شعار المسلم ,قال عليه الصلاة والسلام (( خير الناس أحسنهم خلقا)) وقال عليه السلام (( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار)) فكيف إذا كنت وزيرا أو مسؤولا فالمنصب يجبرك على التحلي بحسن الخلق والتواضع والاستماع لمطالب الناس فلولا مطالب الآخرين لما وجد منصبك .
عجباً لوزير يخسر نفسه قبل أن يخسر منصبه ,من خلال زيارة قصيرة لا تتعدى ساعات يسمع للمواطن بدون تعاطف ؛تجرد من إحساسه بالمسؤولية فإذا كانت وزارة الصحة لا تستطيع تأمين طائرة أخلاء طبي لمواطن يموت فمن يستطع 00!!!
إذا كنت لا تستطيع ذلك فلماذا التعامل بأسلوب المعادلات !!!وكأن الموضوع لا يمس حياة بشر ,أخفقت معالي الوزير بتفهم مشاعر ابن قلق على حالة أبيه الصحية ؛فشلت بكسب ثقة الآخرين وجدوك مسؤولًا لا إنسان سعوديا تقمص شعور هذا الابن وتلمس شعوره , للأسف ينقص الأغلبية اليوم تطبيق المهارات الاجتماعية في التعامل وبذلك يخسرون كسب قلوب البشر, ولكنهم يحسنون التنظير في الاجتماعات ؛واللقاءات ,ويحثون بالكلام المنمق موظفيهم على التخلق باللطف ؛وحسن التعامل, وللأسف الواقع يظهر الصورة الحقيقة المزيفة سريعا فتضيع القدوة بسقوط الأقنعة 0قال أحد الحكماء ((التودد للناس نصف العقل ))فإذا أردت أن تكسب الآخرين أحسن الاهتمام بهم ؛وأنصت لحديثهم ؛اهتم باهتماماتهم ؛ناقش ما يقولون تعاطف معهم ؛احترم فكرهم ؛كن في حاجتهم ؛وبادر إلى مساعدتهم
فالرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قال:
((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضي يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل.)) لو أدرك أي مسؤول أو موظف عظم هذا الحديث قدم أكثر مما يُطلب منه وأدخل السرور على قلب مراجعيه بإنجاز معاملاتهم , فتسهيل الإجراءات ,والشفافية في طرح المواضيع ,والتعامل بذوق ,وتقبل إبداء الرأي , ومعرفة رضا المستفيد عن الخدمة المقدمة ,وفتح جسور التواصل هي مقومات نجاح المسؤول فهناك نماذج مشرفة للوزير الذي يجلُه و يفتخر به الشعب السعودي أمثال وزير التجارة أمده الله بالصحة والعافية ,فالمسلم الحق من جعل من نفسه رقيباً على ذاته .ومن لم يردعه حزم مليكنا أطال الله عمره الملك – سلمان بن عبدا لعزيز _ فليتذكر أن عبارة (بناء على طلبة )انتهت صلاحيتها , فالمناصب للغيور على الوطن ومن هو في خدمة المواطن .
تعليقات : 4 | 
إهداء : 0 | 
زيارات : 2010 | 
