نعمة الأمن - تايم تايمز
الأحد 8 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › نعمة الأمن
نعمة الأمن
08-11-2013 01:46

{ نعمة الأمن }

الأمن هو المرادف الأخر لوجود الإنسان المتحضر إذ ينتفي التحضر بانعدام الأمن وتتكسر صورة الإنسان باختفاء الطمأنينة الأمنية التي تسير في كيانه لمنحة جسدا نشطا وفاعلا , والإنسان في حضارته وقيمه وعلمه وعمله مكفول بالقوة الأمنية فان جادت بالرعاية والحفظ جاد بالعطاء والتطور والتقدم والوجود الفاعل المنتج , وأن هي اختفت في وظيفتها اختل المجتمع وانتفى التحضر وانعدم البقاء بكافه صوره , لذلك نستطيع القول أن الأمن مرتكز الحضارة والعطاء وصورة الخلق الناضج , فالفوضى هي فوضى الفكر وخلل في علاقة الإنسان بالإنسان وموت للقيم وفناء للعلم إذ لا يستقيم فكر بلا حماية ولا يعيش الإنسان دون ضمان أمني , ولا تحيى قيم خارج حراسة واعية ولا يضئ قنديل علم إلا وله من الأمن وقود , إن الإسلام بشرعة ومناهجه كان أمنا لعرب الجزيرة فقد أوقف الفوضى والسلب والنهب وقتل الإنسان للإنسان وما هذه الصور إلا منعطفات للأمن وعقبات أمام الاستقرار , ولاشك أن الإسلام قد ألزم القوة الحاكمة بواجب الحفاظ على الإنسان وممتلكاته فبني مجتمعاً أمناً مؤمناً وتجلت الصورة الحضارية ومظلة الإسلام في جزيرة العرب , إذ كانت مثلاً واضحاً فأيد لها قواعد إيجابية وانضباط أمني تمخض عن قوة مسلمة أفرزت قوى توالت خارج جزيرة العرب فقامت حضارات إسلامية انغرست فوق أرضية أمنة نتج عنها معطيات علمية استفادت منها حضارات الأرض فكانت المدارس الدينية والعلمية والأدبية ثمارا من ثمار الاستقرار وعطاء من معطيات الأمن , والعالم العصري اليوم يرتدي لباس النظم والقوانين والحرية والفكر والثقافة والعلم وتحفظ بالمجتمعات حقوق الملكية الخاصة والعامة , ويبقى كل هذا مقيدا بقيود الأمن ومتفيئاً بمظلة الأمان رغم كل الإخطار التي لحقت بالفرد في عصرنا هذا فهو مهدد من بني جنسه أن هو فقد حماية الدولة التي هي عماد الأمن وكيانه , وأن الفرد مهدداً بالارتماء في ملذات فقدان العقل وغياب البصيرة إن لم تحرسه عيون رجال الأمن , ولعل حضور رجال الأمن في مثل هذه الحالات يعد حضوراً لازماً وهو البنية الأساسية في مسار التركيبة الاجتماعية , ويمثل رجال " الشرطة " المتواجدون في مساحة المحيط الأول للوجود الاجتماعي النواة الأولى في التنظيم والبذرة الأساسية في الانتظام الجماعي , فمحيط المدينة ومجتمع القرية يتعايش صباح مساء مع صورة رجل الأمن الشرطي فهو حاضر في الحفاظ على الأمن في كل مكان وتحت كل ظروف وفي هذه الأيام لابد لنا أن نقف مع أنفسنا قليلاً ونرصد ما يحدث من حولنا من أحداث هزت الأمن في بعض الدول وجعلت الإنسان يفتقد لهذه النعمة وبالتالي يعيش قلق على نفسه وعرضه وماله لا يهنأ في سكنه ومأكله ومشربه لأنه فقد الأمن الذي كان ينعم به , ولا بد أن نقف مع أنفسنا ونتذكر أننا محسودون ومستهدفون في أمننا ولزاماً علينا أن نستفيد مما يحدث من حولنا ونحافظ هذه النعمة ولا نلتفت لمن يزرع الفتنه ويحرض على الفوضى , ونأخذ العظة والعبرة ونتكاتف على حفظ أمننا الذي نعيشه منذ سنين طويلة والذي أرسى قواعده مؤسس هذه الدولة الملك عبدا لعزيز " رحمه الله " فقوى ركائز الأمن وبذل الكثير وقضى على كل مظاهرة الفوضى التي كانت تعم هذه البلاد , وسار أبناءة البررة من بعده على هذا النهج فانتشرت إدارات ومراكز الأمن في كل مكان على هذه الأرض الطاهرة وبجهود ربان سفينة الأمن سيدي صاحب سمو الملكي وزير الداخلية "حفظه الله" استطاع كبح جميع محاولات الإخلال بأمن هذا الوطن يدفعه بذلك تعاون المواطنين الغيورين على استتباب الأمن لهذه البلاد الغالية .
حفظ الله بلادنا وأمننا من كل مكروه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين "حفظهما الله " .

مساعد مدير الشرطة لشؤون الأمن
عميد /
بنــدر عطا للــه الايـــداء

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1186 | أضيف في : 08-11-2013 01:46 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


العميد / بندر عطالله الأيداء
العميد / بندر عطالله الأيداء

تقييم
1.01/10 (20 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441