في .. إنتظار غودوا - تايم تايمز
الخميس 19 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › في .. إنتظار غودوا
في .. إنتظار غودوا
09-18-2015 10:16

كم هم رائعون أولئك الكتاب " المجانين " الذين يسلبون أفكارنا و أحاسيسنا يثيرونها .. يكتبون آمالنا .. أحيانا تقرأ لكاتبا لأول مره لكن تعيد ما كتبه مرارا لا تعلم هل لأن الكلمات شيقه أم لكون المكتوب يجيء بحقيقه نعرفها خافيه ..
و أحيانا أخرى تقرأ لكاتبا فتعجبك الفكره _ جمالية الكلمات _ فخامة الإسلوب _ و كثيرا ما يجعلك أولئك المجانين تضيع بين جمال العناوين فرب عنوانا قد يختصر المسافات _ كل شيء تود تعرفه لولا أن العنوان ليس كل شيء وربما لا يشكل أي نوع من النجاح .. وأحيانا أخرى لا تجد حل أو طريقا لموضوعا ما لا تعلم أين و من المخاطب تجده غامضا بلا حل أحيانا وشبه واضحا أخرى .. لكن الحقيقه هي أن هناك نوعا من الكتاب مجانين نحبهم لا نعرفهم و نشعر أننا نعرفهم .. نستسلم لهم _ نكون مأسورين لحروفهم .. يسلبون أحاسيسنا أفكارنا نحو عالمهم .. نتخيلهم .. نتخيل ملامحهم .. ندرك اسقاطاتهم . الكتابه القراءه عالم جميل مليء بالسحر الجمالي بكل حقيقه إنها تجعلنا نبحر نحو الأعماق للحروف و الأفكار عالم مثير محسوس تخييلي .." هي عالم صامت لكن مليء بالأحاديث ..
في إنتظار غودوا " هو عنوانا لإحدى الكتب التي طبعت على أرض إحدى الدول كتاب قد لا يختلف عن أغلفة أي كتاب طبع لكن لم يكن مضمونه كأي كتاب طبع .. كان قصه بل كان تاريخ بل كان محطة جدل دائم ؟! اقتبس منه عدة سطور .. فأراد منها مجانين الثقافه أن يجعلوها مسرحيه و بالفعل هذا ما كان .. مثلها ثلاثه من الأشخاص لم تكن مليئه بالأحداث و الديكورات المكلفه و المبتذله كانت على شكل أقل من متواضع لكن لم تكن كأي مسرحيه و كأشكال أي مسرحيه إعتاد عليها الجماهير .. إنما كقصه خالده مسرحيه أثارت الجدل .. كانت تخاطب تلك الحال التي يرثى لها و التي مررت بالإنسان الغربي إبان بعد الحروب العالميه .. لكن بطريقه عجيبه .. تلك المسرحيه التي كتبها الأديب الإيرلندي صاموئيل بيكيت و التي أذهلت كافة النقاد و المثقفين في أرض العالم .. كانت تدور أحداثها حول: أشخاص انقطعت بهم السبل و الحياه حتى وجدوا أنفسهم حول شجره أنهكها الخريف حتى أبقى من أوراقها خمسة أوراق لا ظل لها .. وسط طريق مقطوع لا يسمع حوله سوى اصوات الرياح .. و لا يمر منه العابرين كانوا .. شخصين يدعيان: الأول فلا ديمير و الآخر إستراغون _ في إنتظار شخص يدعى .. غودوا .. كانت معظم الاحداث تسير بعدم الترتيب هذيان كلام ليس مفهوم أحيانا .. لكن ورغم كل ما كانت تنتقصه من أشياء مهمه للمسرح أصبحت لون مسرحي جديد .. بالإضافه إلى أنها أصبحت حديث العالم بمختلف مستوياتهم سواء أكانو النقاد _ البسطاء بالإضافه أن اسم المسرحيه وحده أخذ شهره فوق الطبيعيه .. حتى ترك الكاتب الإيرلندي المسرحيه دون عقده حل إنما جعل الحل بين يدى الجميع إلى أن أصبح العالم أجمع حتى هذه اللحظات يتسائل: من هو غودوا ؟ مواصفاته ؟ سنه ؟ من أين سيأتي و كيف سيأتي ؟ ولماذا ؟ وماذا سيفعل لهم ؟ ومتى سيعود ؟ وبأي وقت سيحل .. حتى هذه اللحظات أصبح الكثير في حيره تسائل دائم
كما أن هناك من ألف كتب عن غودوا .. و عن المسرحيه و طابعها المسرحي المختلف و عن الكاتب ؟ و بما أنني من احد المتابعين .. أشك أن غودوا هو ذلك الرجل الطامح المحب لوطنه المثقف الصادق الإنساني في عصرهم .. الذي سيخبر المخطيء أنه على خطأ لكي لا يستمر الفشل و الدمار ! و يخبر الناجح أنه ناجحا ليستمر النجاح ! ذلك الذي سيجعل الأشياء في أماكنها الصحيحه.. ينتظرون رجلا سيقود بلدانهم إلى بر الأمان و العيش بسلام وحب و إنسانيه . و لعلي أستدل على الحال الذي كانوا يعانون منها .. و الشكل الهندسي للمسرحيه فطريق مقطوع و شجره و اشخاص و انتظار أثناء حروب .. هو انتظار لمن يأخذ بأييدهم وينقذهم من الهلاك الذي يمرون به . نعم قد يكون غودوا ؟ و بلا شك عزيزي القارئ لا يوجد أجمل من أن يكن هنالك من يساعد يقود الآخرين نحو بر الأمان .





بقلم:

فوزي خلف .

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1401 | أضيف في : 09-18-2015 10:16 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


فوزي خلف
فوزي خلف

تقييم
9.01/10 (14 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441