مثلث ما قبل الإرهاب - تايم تايمز
الخميس 19 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › مثلث ما قبل الإرهاب
مثلث ما قبل الإرهاب
01-02-2016 10:20



صحة الأمم من صحة أفرادها، واستقامة الأفراد، وسلامتهم مقصد شريف، وغاية معتبرة في الشريعة الإسلامية؛ لأنَّ نماء المجتمع أساس مهم لصلاحه، ونمائه، وكل ما يفرِّق المجتمع صغيرا أو كبيرا منبوذ، محذرمنه في الشرع المطهر، ومتوعد عليه في الدنيا والآخرة.
والمسلم الذي يحترم شريعة الله –تعالى- يسره ما قامت به وزارة الداخلية من تنفيذ ما تقرر شرعًا من خلال القضاة، والعلماء في حق ثلّة من المجرمين الذين انتهكوا حقوق الناس، وعطّلوا حقائق الشعائر الإسلامية، وأضلوا الناس عن إدراك معانيها السامية التي جاءت لحفظ ما يحقق أمان الناس، ونماءهم.
وإني أودّ أن أدلي ببعض ما استنبطته من خلال متابعتي لمظاهر الانحراف والتطرف في المكتوب، والمسموع، والمشاهد من حياة الناس، وأيامهم، والمروي في أخبارهم من الكتب المتقدمة، أو المعاصرة، فأجد أن مثلثًا يتراءى لي أن أوليات الإرهاب تبدأ به، حتى إذا اكتملت أضلاعه صعب علاجه، وطالت مداواته.
وهذا المثلث يمكن أن يطلق عليه: (مثلث التدمير)، وهو ينطلق من نقطة موغلة في الخفاء، ضاربة في عمق الإرهاب، وهي: الشك؛ لأنَّ الانحراف في أصله مرض فكري، يشتعل في حطب الشك الذي يقود صاحبه إلى إصدار أحكامٍ هزيلة على مجتمعه، وأفاضل بلده؛ معتمدًا على عقل فردي يستهلك طاقته، ويصدر حكمه في أروقته المظلمة، وينفّذ ما تمليه عليه نفسه المريضة بالشك؛ لتكون عاقبة أمره خسرانًا كبيرًا.
إنّ العقل نعمة من نعم الله –تعالى- لمن يعرف قيمته، ويحسن توظيفها في مجالها الذي تزهر فيه، لكن الشك يضرب خيمته على هؤلاء حجابًا حاجزًا لهم عن نور الحقيقة، وقائدًا إلى ما يخالف الطريقة المستقيمة، وعندها تموت المروءة، وتذبل النخوة، وتجف الوطنية، ويصير كالريشة في مهب الريح، تتقاذفه الأهواء، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
والمعتمد على الشك غير المنهجي يستنبط أحكامًا تزيد في غضبه، وتشعل نار الحقد في قلبه، فيجفو الناس، ويكرههم، ويُبغِض الآمن في منزله، وبين أولاده، وفي تلك اللحظة ينمو الضلع الثاني لمثلث التدمير، فيبحث عن ما يحميه من الخلل الذي استنبطه بشكه المريض، ولا يجد إلا منهج التخفي والعزلة.
إن العزلة والانطواء تمثل الضلع الثالث من مثلث التدمير، فيصير السائر في هذا المثلث شبحًا في الليل، وظلا في النهار، يختلق لنفسه المبررات والأعذار؛ ليصاحب أشرار الليل والنهار، مقتنعًا بفكرته، مؤمنًا بذاته المريضة؛ لينتقم من أهله، ووطنه، وقيادة بلاده.
وبعد هذا كله يمكن لكل أب وأم، ولكل مربٍّ ومربية أن يُراقب أضلاع هذا المثلث الخطير؛ لأنها تقوم في وقت غفلة من الأهل، وعدم إدراك لمفاسد هذا المثلث المرعب.
ويمكن لكل قارئ أن يتساءل عن التربة التي ينبت فيها مثل هذا الخطر الشديد، فأين ينمو؟ وأين الحيِّز الذي يهيئ له عوامل النمو والاكتمال؟
إنه الجهل؛ الجهل بكتاب الله تعالى، والجهل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والجهل بحكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله، والجهل بقدرة وزارة الداخلية وعلى رأسها ولي العهد الأمير محمد بن نايف آل سعود، والجهل بقدرة الجيش السعودي وعلى رأسه ولي ولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، والجهل بالشعب السعودي الذي أثبت في كل المحن تكاتفه، وصلابته في وجه كل المارقين، والله من وراء كيدهم محيط

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 606 | أضيف في : 01-02-2016 10:20 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


بقلم: د. عوض بن إبراهيم
بقلم: د. عوض بن إبراهيم

تقييم
9.01/10 (10 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441