في نهاية كل فصل دراسي يعبث الطلاب بكتبهم المدرسية، تُمزق، تُرمى قرب الفصول وأمام بوابات المدارس لتدعسها السيارات، مجرد أن تنتهي حصة الاختبار! لا يوجد احترام للمادة الثقافية بما فيها الكتب الدينية فبعضها يتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فلا وجود لذرة إحساس بقيمتها لا من الطالب ولا من أولياء أمورهم، الذين لم يربوا أنفسهم ولا أبناءهم على احترام المناهج الثقافية، «ومن لم يحترم الثقافة، في الحقيقة هو لا يحترم نفسه»! لكنهم يعملون بالمثل القائل «الشيء الذي ببلاش ربحه بيّن»… مؤكد أن هذا هو سبب الإهمال! ولو أن هذه المناهج التي تصرفها الدولة «مجاناً» كانت «بمقابل مالي»، فلربما وجدنا الآباء يحرصون عليها أكثر من حرصهم على أبنائهم…! فذلك التصرف يتكرر مرتين كل سنة في نهاية الفصل الدراسي الأول وفي نهاية الفصل الدراسي الثاني – أجزم أن كثيرين شاهدوا هذه المناظر العبثية قرب المدارس أو حتى داخل المنازل!
لكن لا ينبغي أن يستمر هذا العبث، ولا ينبغي السكوت عليه، وأستغرب استغراباً شديداً من صمت «وزارة التعليم» كل هذه السنين وهي التي تصرف على طباعة «الكتب التعليمية» مبلغ «مليار» ريال سنوياً، مما يعني أن الوزارة تتحمل جزءاً من مسؤولية هذا الهدر المالي الكبير الذي يضر بميزانية الدولة!
آخر الكلام
في ظل هذا «الدلع» المتكرر سنوياً، لا مناص من «تسعير» كل كتاب مدرسي ليصرف مرة واحدة سنوياً وبمبلغ مالي يشتريه الطالب أو وليه من المدرسة، فبذلك سيُحسن معاملته، وسيحفظ، وسيستفاد منه لعدة سنوات «ويا دار ما دخلك شر»!! أما من لا يستطيع الشراء، لضعف حالته المادية فإن ثبت ذلك، فالوزارة حتماً لن تُمانع بتسليمه المناهج المدرسية «مجاناً»، فهل يوجد حل آخر لوقف هذا العبث الثقافي والمالي؟