من أعمدة النهضة قراءة في مسار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › من أعمدة النهضة قراءة في مسار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من أعمدة النهضة قراءة في مسار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
01-21-2016 01:09


منذ أن طلع فجر النهضة العربية أدرك أمير الشعراء أحمد شوقي حاجة العرب إلى حسم قضية الأخلاق، والسلوك؛ لأنَّ العرب في نهضتهم سيتصلون بأمم ذات مقاييس تعد عند العرب في درجات أدنى، وليست موضع تفضيل عندما تصل الحياة إلى مفترق الطرق.
وقد كان مفترق الطرق عند العرب أول عصر النهضة، فانكفأ أحمد شوقي على الشعر يطلب فيه قولا يسعف الحال، ويهدي إلى حسن المآل، فقال:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم == فأقم عليهم مأتمًا وعويلا
ولتميز العرب بالخلق عاشوا في الصحراء بعيدًا عن أمتي: الفرس، والروم، وكان اتصالهم بهما اتصالا يقف دون الظعائن، وينكفئ قافلا إلى شعاب الجزيرة العربية إذا ما أحس بتهديد يمس الخلق، ويجرح المروءة، ويدمي مقلة المجد.
ويشهد لذلك ما تسبب بمعركة (ذي قار) عندما وقف العرب في وجه الفرس دون بنات النعمان بن المنذر بن ماء السماء (ملك الحيرة)، ويحكى أنَّ النعمان بن المنذر سبقهم في رفض تزويج بناته من كسرى فارس؛ أنفة وحمية عربية، فذهبت دماء (النعمان) تحت أقدام فيلة كسرى دون ابنته، وتحطمت أحلام كسرى تحت سنابك مجد العرب.
أقول ما سبق وفي ذهني (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذين يصدق عليهم –في نظري- حُرّاس الفضيلة، وأساتيذ السلوك، ودهاقنة التصحيح الخلقي في عصر يموج بالفتنة، ويخشى الوالد فيه على ابنه قبل ابنته.
أرى هؤلاء الأفاضل يصبحون ويمسون وهم يلهجون بالخلق، ويتنادون لتصحيح اعوجاج بعض الناس، ويهتمون لستر الأعراض، وينطقون بما في ضمائرهم من حدب، وخوف أن تصاب بيوتات المواطنين في أعز ما تملك، يحفهم ويحوطهم في كلِّ ذلك توجيه سامٍ ملكي، ونظام يطبقونه على أنفسهم قبل غيرهم، فيحفظون للمرء سِرّه، ويهتبلون الفرصة في إنقاذه من حبائل الشيطان.
إنَّ (أحمد شوقي) عندما قال بيته عرف أنَّ العرب مقبلون على عصر يحتاجون فيه إلى قوة تعيد نادَّهم عن الطريق، ومنارة ترشدهم إلى سواء السبيل، فهدى الله المملكة العربية السعودية إلى إقامة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لتكون مؤسسة تباشر عملها في الخير، وتنقي زوايا المجتمع من الآفات، وتضيء مظلم الطرقات، وتزرع الأمل في الأرض، وتشرق على الناس بابتسامتها، ونظامها، ورجالها.
إنَّ إنقاذ فتاة أو شاب سعودي من وحل كاد أن يلطخ بياضه لهو شرف، وخير، وفضيلة تامة، وعامة، وبها يأمن الوالد، ويُحفظ الولد، وتُعمر الأسواق، وتسير الحياة العربية بأخلاقها الفاضلة، وسلوكها الذي بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمِّمَه عند العرب، فشهد لأمة العرب بمكارم الأخلاق قبل النبوة، وهُدُوا إلى الخير بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما عليه ملوك بلادنا، وكبار علمائنا، وعامة شعب المملكة، فالفضيلة والخلق الحَسَن شِـعَـار، و دِثـار.
مخرج:
إني لأعذُرُكُم وأحسبُ عِبئكم == من بين أعباء الرِّجال ثقيلا

بقلم: د. عوض بن إبراهيم
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
D.awad-ebrahim@hotmail.com

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1240 | أضيف في : 01-21-2016 01:09 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


د.عوض بن إبراهيم
د.عوض بن إبراهيم

تقييم
5.13/10 (7 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441