المسؤول وتصفير العداد - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › المسؤول وتصفير العداد
المسؤول وتصفير العداد
03-03-2016 10:21

نحن نفتقد إلى الخبرة التراكمية في بعض أجهزتنا الحكومية رغم العمر الطويل النسبي لهذه الأجهزة، ويعود السبب إلى غياب الرؤية وضبابية الأهداف وارتكاز الأمر إلى الفرد المسؤول دون غيره وهو يأتي إلى كرسي المسؤولية مطلق اليدين يعمل ما بدا له دون مساءلة.
فكل مسؤول يأتي يجب عمل ما قبله ويبدأ من الصفر «وهذا ما عنيته في عنوان المقال في تصفير العداد» ويبدأ بوضع رؤيته الخاصة والتي يجب أن ينفذها قبل مغادرة كرسي المسؤولية بغض النظر عن إمكانية تطبيقها من عدمه.
فهل لك أن تتخيل كم مشروع أو فكرة تم وأدها بعد أن صرف عليها الكثير من المال والجهد ؟
فلو تطلعنا إلى وزاراتنا الخدمية تحديدا لن تجد تقدما يذكر، وهي تعاني من نفس المشاكل التي تعانيها منذ 30 أو 40 سنة.
فكم من وزير مر على هذه الوزارات وما الذي تحقق ؟
ولو سألنا وزارة الصحة عن ما حدث لمشروع «الحزام الصحي» وكم من المبالغ التي دفعت عليه ؟
أين مشروع «الضمان الصحي» وما هي آخر مستجداته ؟ وما هي أخبار كورونا ؟
هل تقلصت مدة المواعيد في المستشفيات الحكومية وهل توفرت أسرة؟
والسؤال أيضا لوزارة التعليم، ما هي آخر أخبار مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ؟ وماذا عن الابتعاث واستمراريته ؟وهل تقلصت عدد المدارس المستأجرة ؟ وماذا عن مشروع آيباد لكل معلم وطالب !
ولوزارة الشؤون الاجتماعية، هل تقلصت قوائم الضمان الاجتماعي وتحسنت أحوال الفقراء ؟ أم أن هذه القوائم في ازدياد. وهل دور الوزارة ينحصر على إصدار هذه القوائم كنوع من الإنجاز !
ولوزارة العمل، هل انخفضت نسبة البطالة وهل قلت نسبة الوافدين؟
ولوزارة الزراعة، ما هي أخبار مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج ؟
ولوزارة الإسكان، أين المشاريع العشرة التي أقرها ووقعها وزيرها السابق في ميزانية 1435/36 لعشر مناطق في المملكة ؟
وللهيئة العامة للاستثمار، ماذا عن مبادرة السعودية ستصبح مركزا لصناعة وتصدير رأس المال الفكري وكم صرف على هذه الفكرة !
يا ترى كم من الوقت والمال تم هدره في مشاريع لم ترى النور ؟
هذه المشاريع ليس بالضرورة ثبت فشلها ولكن رحيل صاحب الفكرة قبل إتمامها جعل المسؤول الذي يليه يتجاهلها أو يقتلها. فبسبب غياب الأهداف والرؤية فإن المسؤول ينكر لسلفه فضل السبق ويتوجس من بقاء حسناته.
فيبدو أن أكبر اهتمام للمسؤول الجديد هو التغيير وليس التطوير ويحاول قدر الإمكان ترك «بصمة» قبل مغادرته كرسي المسؤولية.
قراءة في كتاب وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع «لكم وللتاريخ» تخبرك ببعض من هذه المآسي.
كل هذا ضحيته الأولى المواطن والمال العام، فلا المواطن تحسنت الخدمات التي تقدم له ولا نحن احتفظنا بالمال العام وأحسنا صرفه.
اليوم نحن بحاجة للتعيين بالأهداف وليس بالأشخاص بجعل المسؤول محدودا بخطة مرسومة يلزم بتطبيقها ويلزم من يأتي بعده بإكمالها. وبهذا نخلق تجربة تراكمية تفيدنا في تقليص مشاكلنا وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن والترشيد في صرف المال العام.
تغريدة : مع الأسف، تعيين وزير أو مسؤول يعني «تصفير العداد»؛
والخاسر الأكبر هما المواطن والمال العام.

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 806 | أضيف في : 03-03-2016 10:21 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


خالد الوابل
 خالد الوابل

تقييم
5.50/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441