بين مطرقة التعليم .... وسندان التقويم - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › بين مطرقة التعليم .... وسندان التقويم
بين مطرقة التعليم .... وسندان التقويم
04-05-2014 01:19



"من جدَّ وجد، ومن زرع حصد"، في السابق كانت هي الجملة التي بنيت عليها جميع مهاراتنا التعليمية والتعلُّمية، والتي أصبح آباؤنا ومعلمونا يرددونها لرفع همتنا، ولنستطيع صنع ذلك المعول الذي سيبني مستقبلنا، وكأن حفظ ذلك الكتاب هو سفينة النجاة والنجاح، ولبنة البناء الوحيدة.

حقيقة التعليم سابقًا تصب في بوتقة المنهج، بغض النظر عن أركان التعلم الأخرى، وكانت الجهود ترتكز على كيفية صياغة مفردات ذلك المنهج، وحقنها في ذاكرة ذلك الطالب الذي نال منه الجهد مانال، من جمع لشتات تلك المواد، والقدرة على إفراغها في ورقة الاختبار بكل حذافيرها دون خلل.

فقد كانت المناهج قديمًا تتبع فكرة التعلم الأفقي، الذي جعل كل منهج من مناهجها له كم وكيف يشبع تلك المرحلة، وعند الانتقال للمرحلة التي تليها، تأتي المناهج بمحتوى آخر متجدد عما سبقه، فهو تعلم أفقي، حيث إن أفق مفرداته تشبعها تلك المرحلة، وعند الانتقال لما يليها يبدأ المنهج بنثر أفقي لمفردات أخرى جديدة، فكان الطالب يعاني عدم تواصل المعلومات وانفصالها عن بعضها وكثرتها، مما يجعله غير قادر على ربطها، عندئذ بدت الحاجة لزرع تعلم رأسي بين مراحل التعليم، حيث كان التعلم الأفقي يهتم ببناء المراحل، اما التعلم الرأسي فأصبح يهتم ببناء المعلومة.
فخذ مثلا درس (العدد الأولي في المراحل الابتدائية مادة الرياضيات)... في التعلم الأفقي، كان درس العدد الأولي سابقا يُعطَى في مرحلة واحدة، ويطالب التلميذ بتطبيقه في جميع مراحله، ومن هنا تبدأ معاناة الطالب. أما الآن في التعلم الرأسي، أصبحت تلك المعلومة تبنى منذ الصغر، وذلك بتحديد ما معنى ذلك العدد الأولي؟ وما هي ماهيته؟ وتعتبر معرفته له مهارة أساسية وليست من ضمن مهارات الحد الأدنى الذي يحاسب عليها في اجتيازه للمرحلة.

وعند انتقاله للمرحلة التالية، يستطيع تحديد العدد الأولي من بين الأعداد بمهارة بسيطة، ومن خلال تجاوزه للمراحل، يستطيع اكتشاف أعداد أولية صغيرة ومن ثم أعداد أكبر وبنهاية المرحلة الابتدائية يكون قد استطاع اكتشافه بطرق عدة، منها إيجاد القواسم، والتحليل الشجري، وعرضه على قاعدات قابلية القسمة، ليتمكن من تمييزه.عندئذ تصبح من مهارات الحد الأدنى التي هي شرط أساسي لاجتياز تلك المرحلة مع وجود خطة التعلم الرأسي، أصبحت المعلومات مجزأة ومترابطة، بدأت بالجذور ومن ثم الأغصان ثم الأوراق ثم أثمرت وأينعت وأصبحت سائغة للمتعلمين، عندها يشع الإبداع والابتكار..

تلك الخطة جعلت التعليم يمزج أركانه الأربعة: (المعلم والطالب والمنهج والبيئة)، لينتج لقمة سائغة لكل متعلم، بزرعها خطة ذهنية لكل متعلم، تعتبر قاعدة تعلُّمية، يبني عليها الطالب أعمدة يعتلي بها برجًا صنعه بذاته، من هنا يأتي دور التقويم، لتلك الأعمدة وتعديل ما استمال منها لضمان تعلم يحقق الهدف والرسالة والرؤية التي زرعتها وزارة التربية والتعليم
باختصار:
التقويم في المراحل الابتدائية، هو تعديل للبنية التحتية، التي هي قاعدة التعلم الأساسية، والتي سيبنى عليها كل التعلم فيما بعد، حيث يفتح المجال لإبداعات الصغارالذي يمثل لديهم الإبداع 96 % كم يعجبني التعلم في الغرب الذي يطلق المجال لإبداعات صغارهم، عندما نرى كيف يعيشون التعلم بكل حواسهم مرة بلعبة وأخرى بصلصال وثالثة بنمذجة الأدوار فبناء الإبداع هو بناء للمستقبل ...
السؤال الذي يطرح نفسه؟ هل إعادة الاختبارات التحريرية للمراحل الابتدائية هو قرار صائب؟؟؟

بقلم أ / مها السمنان
Twitter @maha_alsamnan


تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 720 | أضيف في : 04-05-2014 01:19 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


مها السمنان
مها السمنان

تقييم
5.50/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441