جميلة تتسول في طرقات عرعر! - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › جميلة تتسول في طرقات عرعر!
جميلة تتسول في طرقات عرعر!
04-25-2014 08:10

و بعد أن انتهينا من الصلاة، خرجت من المسجد و إذا بي ألحظ امرأة قاعدة !؛ تسأل الناس إلحافا، قد أقعدتها الحاجة، و معها طفل لها، تهدل من وجنتيه البراءة و الحاجة، لقد كانت تلك المرأة آية في الجمال؛ بسترها، و حشمتها، لا نكاد نرى منها سوى السواد

أسفتُ كثيرا؛ لكونها أنثى تتسول، و ددت لو أن لي ما في الأرض جميعا و مثله معه؛ لأغنيها به عن طلب الناس

تلك المرأة ليست الوحيدة، الكثير يعيشون بين أظهرنا، في مضنيات العيش، و الحاجة الفائقة

أوصدت جميع الأبواب في وجوههم، سوى باب رب الأرباب

العوز و الفاقة جعل بعضهم، يفسخون الحياء عن وجوههم؛ و يحترفون الابتذال، و طلب ما عند الناس

أما بعضهم: (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا)

هؤلاء قل لي بربّك ما مصيرهم؟
أنجعل الفقر المدقع يزيلهم من الوجود؟

فكّر مليّا، و أجب بينك و بين نفسك

شبانا يافعين، يرعون أطفالا، و نساء، لكنهم لا يملكون شيء، فمستقبل من فسخ الحياء منهم؛ دمار للمجتمع، مصيره: إما( متسول، أو سارق، أو بائع للمخدرات)

و مصير الذين لا يسألون الناس إلحافا: (الموت)

و شابات الجوع سلخ أنوثتهن، و جعلهن يجلن الطرقات في الحر الهجير، بحثا عن لقمة تسد الرمق

و عجوز يتكىء على عصا، قد نخر الزمان عظامه، عقّه أولاده؛ عاش منسيا في الدنيا، يجوب الطرقات، مسكنه الأزقة، يسير مادا يده للناس و لا يضع عينه في أعينهم، من جور الزمان، من هول ما رأى من بعضهم


هؤلاء جميعا لا تلوموهم، و لوموا أنفسكم

كفّوا عن لوم المتسولين والمسؤولين ، و لوموا أنفسكم، يقول المثل العربي: (عذر البليد مسح السبورة)، نتّفق أن المسؤول قصّر في عمله، لكن لماذا نجحد إهمالنا للفقراء و السعي في حاجياتهم، حتى بأقل الأمور تكلفة الدعاء و الابتسامة

فنحن و المسؤول، نتحمل مسؤولية الفقراء، و المتسولين

لو أن كل منّا، سعى في إيصال صوت المتسول، و الفقير، لأذن صاغية؛ لتنبّه المسؤول، و لعلم أن حق الفقراء وراءه مطالب، و لو أن كل منّا، استقطع من راتبه مبلغ زهيد، للفقراء و ذوي الحاجة؛ لاغتنى كل ذي حاجة


أيتها المتسولة الجميلة، أجزم لك أنه ما زال هناك من يؤمن و يعمل بهذه الايات: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي)
(و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه)


كتبه : عبد العزيز المفلح

تعليقات تعليقات : 2 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1225 | أضيف في : 04-25-2014 08:10 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


التعليقات
178 Saudi Arabia "abo joood" تاريخ التعليق : 04-25-2014 08:51
يعطيك االعاافيه عبد العزيز مقاال جميل بجماال المتسوله كما افصحت في مقاالك .
بس اخي االعزيز بعض الناس تتسول للحاجه وهم صرااحه قليل. والبعض منهم اخذهاا وظيفه رسميه وهو عنده من االماال مايسد حااجته صرناا معااد نفرق ببن المحتااج و الموظف . علعموم مقاال جمييل تسلم يمنااك وااسف عل اطااله ..


179 Saudi Arabia "عبدالرحمن بن" تاريخ التعليق : 04-25-2014 09:12
كان الله في عون الفقراء


عبدالعزيز المفلح
عبدالعزيز المفلح

تقييم
2.17/10 (12 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441