تراجيديا الدول الفاشلة (صناعة الخرافة) - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › تراجيديا الدول الفاشلة (صناعة الخرافة)
تراجيديا الدول الفاشلة (صناعة الخرافة)
07-11-2014 10:15




كتبت ماقبل الربيع العربي ان الاوطان ستقسم وفق الخرائط الطائفية كترجمة فعلية لمخطط تجزئة المجزء وليس مصادفة أن تسبقها حروب المناظرات في قناة المستقلة وصفا والكوثروغيرها من قنوات ايقاظ الفتنة النائمة في ذلك الحين وانماكانت تمهيدا لامر توج لاحقا باعلان رئيس وزراء اسرائيل سقوط الحدود وانتهاء (سايس بيكو) لتضرب اسرائيل في كل مكان بينما العرب يطالبونها بضبط النفس وذلك تزامنا مع اعلان دولة الخلافة البغدادية التي ستزيل الحدود وتهدم السواتر بينما عيون مجاهديها لن تجرؤ بالنظر نحو القدس ليبدأ عصر جديد لتحالفات (ماسونية) جديده تؤتي ثمارا اكثر من سايس بيكو ،في ذات اللحظة المضطربة التي تتقاذفك بها الجبهات الداعشية وأخواتها بماكسبت أيدي الناس من حولك ،لاتستطيع الا ان تشعر بدفئ حضن الام /الدولة /الوطن وأنت تأخذ اطفالك لتتناول معهم وجبة في مطعم يحمل عنوان ماركة اجنبية فرضت بقوة التمدن او واقع الدولة كدولةحقيقية ثبتت اركانها كقوة انتصرت بالدين الحق ونصرها الله بعدما حاربت فكرة التطرف والتشظي القبلي والمذهبي الذي ينظرللاخر على انه شر مطلق لتكتشف أن عامل الزمن كفيل بالقضاء على تلك الفوبيا وصيحات المنابر التي تدعو بالويل والثبور كونها مجرد وهم كوهم خلافة ابي بكر البغدادي للمسلمين وانها مجرد حاجز وهمي وضع لتقوقع الذات على نفسها حتى لاتكون عرضة للاختراق والهزيمة لشعورها بالهشاشة الثقافية التي قد ترى الخطر الداهم يتمثل بوجبة عابرة للحدود او اغنية تخترق الاثير او حتى ملابس قد تهز عرش الجماعه ،هنافقط تتجلى حتمية ظهورالدولة المدنية التي من أهم تكوينها انها لاتكون حكرا على الجماعة أوأي من الفرق الناجية سواء أكانت غربية اوشرقية وأن الدولة والفكرة لابد ان يكون بينهما حاجز لايبغيان على بعضهما فلكي تستمر الجماعة في حضن الدولة لابد لها من مسايرة واقع الدولة والتماهي معها لدرجة ان ماكان من المحرمات عند الجماعه ستقبل به امام فكرة الدولة الحارسة للكل والعادلة مع انه قد يخرج من بين أظهرها من يضع المسامير امام عجلة تقدمها وان ماتفعله هو (جاهلية) تفوق الجاهلية قبل بعثة النبي كما صرخ (محمد قطب) في القرن العشرين حتى ينتهي الامر بإعلان ردة الدولة عن فكر الجماعه وأن الحاكم كافر بالادلة القطعية ربما لانه ارتدى قبعة أو استقبل سفيرة في رحلة عابرة وستنشأ عن ذلك حركات عنف مسلح وهذه اشكاليات كل الدول التي تقوم على فكرة متعصبة تتصارع معها ابد الدهر الى ان يسقط بعضها بعضا وهذه الظاهرة لاتوجد الا في التاريخ السياسي الاسلامي ،كان الشاه الايراني نادر قلي وارث تاريخ التشيع الصفوي من اسماعيل الصفوي يعتقد انه يستطيع ان يكون دولة خارج نطاق الجماعه ورأى ان الارض اثقلت بدماء الثارات واللعن التي سنها اسماعيل الصفوي ربما ثأرا من منابر اخرى تمارس ذات الهواية التاريخية فدعى الى مؤتمر للتقارب بين المذاهب وزار المرجع الشيعي في النجف فلم تغني عنه شاهنشاهيته شيئا امام سلطان الجماعة عندما رأى المرجع طول شاربي الشاه وأمره بحلقها فماكان من الشاه الا ان دعى بمقص واعطاه لمن قص له شاربيه امام رجل الدين الذي رغم هزال فكره الا انه يملك فتوى اقوى من سلطان الشاه فسقط الشاه ومشروعه لاحقا ليتم استبدال الشاه بحارس الفكرة (الخمينية ) لاحقا ،خلاصة الامر ان التاريخ سيظل يكرر نفسه لتكتشف في النهاية ان الدولة العادلة القوية هي القادرة على حماية الناس من بأس بعضهم البعض فلا التشيع الصفوي قادر على حماية الشيعة من بأس السنة رغم مجازر اسماعيل الصفوي وعباس الكبير بحق السنة ولا التدعشن السني قادر على حماية السنة من الشيعه رغم مذابح سليم ياوز والعثمانيين بحقهم فإطلاق مجانين الشيعة باللعن والسباب وإطلاق مجانين السنة بالذبح والتفجير لايصنع الا دول فاشلة وخرائب تنبعث منها روائح الموت ولكن العقد الاجتماعي في ظل النظام العادل القوي( سيف الحق بكف العدل )هو الذي يضمن للحاكم ان يحكم وللجماعه ان تأمن على نفسها وأموالها وللشعوب ان تأكل وتمشي في الاسواق كما يفعل الانبياء ويتأتى ذلك عن طريق سن قانون ضد بث الكراهية ويرفع راية المواطنة وقيم العدالة بحيث يتم محاربة وتجريم تلك الظواهركما حوربت النازية الهتلرية عندما يكون مجرد الاعجاب بهتلر او سب اليهود عرضة للمساءلة القانونية في كل البلدان فلن تنعم الدول بالاستقرار وهي مازالت تنتحب على جثث التاريخ البالية وتعد جيوشها وتسخر كل طاقاتها وتبني تعليم اطفالها اما للثأرمن قتلة الحسين او دفاعا عن يزيد لتبقى امة محمد وهي خير امة اخرجت للناس رهينة لثارات سياسية وصراعات دائمة على الكرسي وتحقيق وهم الخلافة والزعامة المطلقة وأمور لاعلاقة للدين بها ،لهذا تفشل تاريخيا الامة في أغلب مراحلها بحفظ دمائها لتقع المسؤولية على العالم الحر(الكافر العادل ) الذي يجب ان يتحرك لحماية ارواح الناس وثرواتهم من هذا العفن الفكري ويعود بهم لحقبة الاستعمار الخارجي حين يعم طوفان الفشل ، ويعود بنا الى تلك الحقبة الاستعمارية التي كانت خلالها القاهرة وبغداد ودمشق تزدهر بالعلم والثقافة والالتزام بالنظام حينما كان سوط (المندوب السامي) يقوم الناس عندما يسيرون في الجانب المخصص للحيوانات او العربات ،فقط القوا نظرة على صور تلك العواصم وقارنوها مع وضعها الراهن بعد ان تم حقنها بالفتن وزرع في عقول أهلها قنوات الإصطفاف الطائفي وصيحات الثأر البغيض فأشغلتهم عن العلم والبناء في تفحص وجوههم وتدمير منجزاتهم لتدركوا حجم الفشل الذي يعانيه العقل السياسي العربي عندما جعل من شعوبه رهائن لحروب العوايل التاريخية بين علي ومعاوية رضي الله عنهما جميعا فجعل منها رجال الدين المسيس واصحاب المنابر الحمراء بمثابة الحد الفاصل بين الايمان والكفر الى ان تشتعل الحرائق في كل زاوية من زوايا الوطن فلوقدر لهذه المنابرالسياسية التي ترتدي عمامة الدين ان تصل الى (سويسرا) لاحالتها الى قاعا صفصفا اذ مايكلف تدميراعتى دولة أو مدينة مسالمة يأتيها رزقها من كل مكان الا استقطاب اساتذة الدمارالشامل المميزين بصب لعناتهم وتفجيراتهم كيفما يشاءون وتقسيم المواطنين الى مرتدين ليس لهم حرمة ومؤمنين لهم الغنائم ،ولكي تكون هناك دول حقيقية تحافظ على منجزهاعليها ان تبادر بتفكيك اسلحة الدمار الشامل للوطن بحيث لايكون هناك حصانة للسان الشيعي ولالسان السني عندما يهدد الامن والاستقرار وستكون المناصحة والمداراة عبث في التاريخ وفي الجغرافيا.
وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب


بقلم / عمري الرحيل

تعليقات تعليقات : 1 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1965 | أضيف في : 07-11-2014 10:15 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


التعليقات
312 Saudi Arabia "سالم العنزي" تاريخ التعليق : 07-18-2014 11:37
بارك الله فيك اباعمر على هذا المقال الاكثر من رائع وبالفعل هو الحقيقه


عمري الرحيل
عمري الرحيل

تقييم
4.50/10 (4 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441