القيم الكرتونية - تايم تايمز
الأحد 8 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › القيم الكرتونية
القيم الكرتونية
06-20-2013 06:39

اعتقد أن البعض ان لم يكن الكل يوافقني الرأي ان الحياة العامة وخاصة الاجتماعية التي سادت خلال بداية النصف الثاني من القرن الماضي وامتدت حتى الثمانينات الميلادية، لم تكن قادرة على خلق جيل ناجح كما حصل لجيل تلك الحقبة اذا ما اقتصرنا هذا على من عاصر الحياة في مدينة عرعر فلا اعرف ماذا كان يشغل ابناء الطبقة الأرستقراطية في ذلك الحين ممن عاشوا في المدن الكبيرة التي حظيت بإهتمام مبكر ومن ثم تطور سريع إضافة الى الامكان المتاح لهم بالتواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى بسبب النفوذ والمال والتي لم تكن مهيأة لأبناء المناطق المتطرفة ومنهم ابناء مدينة عرعر.
ومع الأسف الشديد فالأباء في تلك الحقبة لم يكن لهم تأثير ايجابي مساير للحياة العصرية بشكل تصاعدي من الممكن ان يخلق قيم ايجابية تتوافق مع عصرنا الحالي ، فالقيم التي اعتادوا عليها والتزموا بها او على الأقل عاصروها أُسست على الخوف والذل والخنوع وبداية التمسك الديني الموجه والذي خدم فئة بعينها، لذلك كان مؤثرها السلوكي عليهم بشكل فردي فلم يكن لها تأثير سحري على حياتهم العامة ، هذه السلبية التي فرضها الأباء على تلك الحياة أغمضت الأعين عن ذلك الجيل، وبالتالي فأن للسلبية وجه آخر حقق ايجابية تتمثل في عدم سعي الدول التي نعدها اليوم من الأعداء ونتهمها بنظرية المؤامرة والمحاولة الدائمة الى هدم البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ، الى ما تسعى اليه في هذه الايام من نشر الرذيلة وكبح الفضيلة والدعوة الى الخنا والزنا والمخدرات واكثرها من الامور الشهوانية التي تميل اليها النفوس على الرغم من علمنا بتحريمها واضراراها لأن المعرفة لا تقودنا دائما الى السلوك الصحيح.
الآن دعونا نتساءل لمن يعود الفضل الى نجاح جيل نهاية الستينات وبداية السبعينات الميلادية، اذا اسقطنا تأثير الحياة الاجتماعية السائدة اضافة الى انعدام أي مقومات اخرى تكفل التواصل والارتباط مع الشعوب الاخرى عدا الارتباط الذي حصل على استحياء لأبناء السعوديين في هذه المنطقة ممن عمل اباؤهم في شركة التابلاين مع ان الصورة الذهنية التي سادت عنهم سيئة بحكم استيعاب وتقليد حياة من ينتمي الى الثقافة الغربية بكل ما تحمله من ممارسات لا تتوافق مع الدين والعقيدة وقيم البادية التي ينتمي لها سكان هذه المنطقة.
ربما يقول قائل لعل الفضل يعود الى التنظيم والتقنين لأن كل قاعدة لابد ان تجد من يكسرها وبالتالي فأن الحاجة تزداد الى فهمها والتعرف عليها من اجل مزيدا من احترامها او للتمكن من التحايل عليها لا كسرها ليكون التملص من تبعاتها دون عقاب، وهذا جزء من المؤثر الذي لا يمكننا انكاره.
الآن ربما أُفاجئكم برأيي فالاحترام والتقدير وكل التبجيل والإجلال الذي يقع على عاتق من عاش في منطقة الحدود الشمالية وغيرها من المناطق الاخرى ممن تأطروا وتقولبوا وتأثروا بالقيم التي زرعها فيهم قرندايزر وافتح ياسمسم والليث الابيض ولولو الصغيرة وجزيرة الكنز والفتى ريمي وغيرها من المسلسلات الكرتونية التي سادت في تلك الحقبة، يجب ان يوجه هذا التقدير الى اولئك الأشخاص الذين كان لهم تأثير واضح ممن ساهم في عمل وصناعة هذه الافلام الكرتونية من امثال جهاد الأطرش ووحيد جلال وسامي كلاردك وفيصل الياسري واحلام محمد وسناء يونس وجاسم النبهان وسناء التكمنجي وغيرهم، هؤلاء الذين ساهموا في زراعة قيم الخيرفي نفوس ذلك الجيل وميزوها عن قيم الشر.

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 1457 | أضيف في : 06-20-2013 06:39 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


د/عويد بن مهدي
د/عويد بن مهدي

تقييم
1.08/10 (18 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441