مجرد مسميات - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




المقالات بأقلامهم › مجرد مسميات
مجرد مسميات
09-06-2014 11:26



مجرد مسميات
نعيش هذه الأيام أزمة مسميات أو لنقل تأزيم للمسميات بشكل متعمد .
فالجميع يحاول أن يختطف المسميات بما يفيده ويكون في مصلحة أهدافه .
هذه الحالة تنتشر بين الجميع أفراداً ومؤسسات ودول وتنظيمات .
الكل يحورها لتكون سلاحاً ضد خصمه أو من يقف في طريقه .
نبدأ بأشهر المسميات انتشارا على مستوى العالم (الإرهابي)
فالإنسان الفلسطيني المدافع عن منزله وعائلته إرهابي , أما الجندي الصهيوني الذي يقتل ويبيد وينزل البيوت على رؤوس ساكنيها فهو مدافع عن نفسه .
وبناء على نظرية التطور والنشوء لصاحبهم داروين فقد تطور مسمى المدافع عن نفسه إلى المدافع المتحضر حيث أنه يطلق قذيفة تحذيرية تعطي أصحاب المنزل المستهدف بالقصف دقيقة أو دقيقتان للخروج والنجاة , وهذا أقصى ما وصلت إليه حضارة الإنسان في القرن الواحد والعشرين .
واستمرارا على نسق النظرية يبدأ وصف العرب بالشعب الثائر لحثه على الثورة ثم يتحول إلى المعارضة عندما يبدأ التخلي عنه ثم إلى الميلشيات المتناحرة في المرحلة الأخيرة وهي التي يُقرر الانقضاض عليه .
إنها مجرد أزمة مسميات والحق على الشعب الذي أضاع مسماه .
ننتقل للمسميات العابرة للقارات والتي نستوردها محلياً
فرجل الأمن الغربي الذي يعامل المسلم بكل أنواع العنف والاضطهاد يسمى رجل قانون .
أما رجل الهيئة الذي يأمر بالمعروف ويكافح المنكر فهو رجل همجي رجعي راديكالي إلى أخره مما قد يدور في مخيلتهم المتطرفة .
إنها مجرد مسميات ياسادة فلا تجزعوا
الإعلام الذي يفسح المجال لوجهة نظر واحدة ويحجب الأخرى تماماً هو إعلام منصف ومعتدل وراقي أيضاً .
الإعلام الذي يبرز عضلاته في قضايا تمس الدين فقط هو إعلام محايد .
ويبدو أن حمى المسميات الزائفة انتقلت للمجتمع المحلي بقوة أكثر مما كنا نعتقد
فالمواطن الذي يبحث عن حقوقه الضائعة بين براثن الظلم هو مواطن ناكر للجميل .
أما إذا أصر على المطالبة ولم يقتنع بالرضوخ للأمر الواقع فيتم الانتقال لمرحلة أخرى يسمى فيها مثير للفتنة ومتفرغ لإزعاج السلطات .
وتبقى مجرد أزمة مسميات فلا تقيموا لها وزناً .
المسؤول الذي يقف مع المجرم ويدافع عن النصاب هو رجل دولة على أعلى طراز ومحل ثقة .
المسؤول الذي يقف بين حصول أصحاب الحقوق على حقوقهم هو رجل وطني وغير عنصري .
القاضي الذي يحكم مجرم ويعزره بالأحكام القاسية تأديباً له ويغض النظر عن المجرم الكبير الذي أضاع حقوق المئات هو قاضي نزيه و عادل رغم أنف الجميع .
ويبقى المسمى الأكثر استخداماً في نفع القريب أو الانتقام من المخلصين آلا وهو (مصلحة العمل ) .
فهذا البند يشبه البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة على حسب مزاج الأقوياء .
فعندما يطالب موظف بحقوقه أو يقترح طرقاً لمكافحة الفساد أو ينبه إلى خلل ما , تتأخر ترقيته وينقل إلى مكان أخر بناء على مصلحة العمل .
وبناءاً على مصلحة الوطن
يؤجل كل شيء حتى يبقى الوطن

بقلم / نايف العميم
nsemarar@hotmail.com

تعليقات تعليقات : 1 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 890 | أضيف في : 09-06-2014 11:26 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


التعليقات
493 "متابع" تاريخ التعليق : 09-06-2014 10:07
تم تحرير النص


نايف العميم
نايف العميم

تقييم
5.50/10 (3 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441