المملكة... وطن يتحصن بالتعايش ويخدم به الإنسانية - تايم تايمز
الإثنين 16 سبتمبر 2024




الأخبار الحوار الوطني › المملكة... وطن يتحصن بالتعايش ويخدم به الإنسانية

المملكة... وطن يتحصن بالتعايش ويخدم به الإنسانية

مكة المكرمة تستضيف سنويًا أشهر نموذج عالمي "للتعايش"
المملكة... وطن يتحصن بالتعايش ويخدم به الإنسانية
عرعرتايمزـ خالد العنزي

- السلطان: المركز نظم ملتقى التعايش لتعزيز الترابط الاجتماعي واللحمة الوطنية بين جميع الأطياف الفكرية
- فقيه: المجتمعات القوية المتماسكة يمكنها استيعاب الجميع
- الميلاد: يجب التمسك بالثوابت الوطنية وتجريم خطابات التعصب والطائفية والكراهية

في كل عام، يجتمع نحو3 ملايين من البشر بزي واحد من كافة الأقطار يمثلون كافة المذاهب الفقهية والطوائف الإسلامية، والتيارات الفكرية المتباينة، والأعراق المختلفة، في مشهد عالمي يعتبر نموذجًا عالميًا فريدًا يجسد التعايش. فيضم موسم الحج كل الصور المتعددة للحياة البشرية في وقت واحد في شهر ذي الحجة، ومكان واحد في مكة المكرمة، حيث تجمعهم وحدة الهدف في قالب يوحي للعالم أجمع بحتمية التعايش مهما تنوعت المشارب والأنماط الفكرية.
وبالرغم من أن الدين الإسلامي جاء مرشدًا البشرية لمعنى التعايش، ومراعاة أدب الخلاف، والحرص على إظهار روح التسامح وعدم التنازع المؤدي إلى الفرقة والتطاحن والتباغض؛ إلا أن المجتمعات المسلمة غالبًا ما تعاني من مشاكل وتحديات تهدد التعايش المجتمعي، بسبب عدم التزام بعض أفرادها بالمقاصد والقواعد الشرعية والإنسانية وتطبيقاتها التي تراعي تعاملات البشر بعضهم مع بعض.
فيما يرى المتابعون أن التزام المملكة ومنذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه- بتطبيق الشريعة الإسلامية واتخاذ الكتاب والسنة منهجاً ودستور حياة؛ جعلها من أبرز المجتمعات المحافظة على التنوع الثقافي بكافة أطيافه، واستمرار هذا الحال مع أبناء المؤسس ملوك المملكة، قد ساهم في الإثراء ثقافيًا والتعايش اجتماعيًا، مما مكن السعودية لأن تصبح من أبرز الدول الداعمة لخدمة الإنسانية ونشر ثقافة التعايش الإيجابي بين المجتمعات.
ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع
وأكد سعادة الدكتور/ فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن المركز يتبنى من خلال مناشطة وفعالياته دعم البرامج واللقاءات الوطنية التي تسهم في التعايش بين أفراد الوطن، مشيرًا إلى أن المركز نظم خلال الأسبوع الماضي لقاءً وطنياً تحت عنوان "التعايش المجتمعي وأثرة في تعزيز اللحمة الوطنية" بمشاركة نخبة من العلماء والمسؤولين والمثقفين والمواطنين.
ويأتي ذلك حرصًا من المركز على ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع بين جميع مكوناته وأطيافه الفكرية ، وعلى طرح ومناقشة القضايا التي تعزز مفهوم المواطنة، حيث يأتي الملتقى في إطار العمل المتواصل نحو كل ما من شأنه تعزيز الترابط الاجتماعي واللحمة الوطنية.
وأوضح بأن أولى بذور التعايش الواجب العمل بها تتمثل في نبذ الخلافات والصراعات وتقبل التعددية الفكرية من دون تمييز، والعمل على تفعيل الحوار البناء الرامي للوصول إلى وجهات نظر جديدة وأفكار تولد من التباين والتنوع الفكري.
وبيّن أن الحديث عن التعايش يأتي في إطار السعي إلى التبصير بأهمية التعايش، وبيان قيمته ودوره في بناء المجتمع، والمحافظة على المكتسبات الوطنية، وكذلك على تنمية المسؤولية المجتمعية للأفراد والمؤسسات والمفكرين.
وأضاف: أن ما تعيشه المملكة الآن هو امتداد لمرحلة توحيد البلاد بقيادة المؤسس –رحمه الله-الذي ألف بين أفراد الوطن ونقل حياتهم من مرحلة الشتات إلى مرحلة الاجتماع والتعايش رغم اختلاف العادات الثقافية والاجتماعية ، ليصنع وطنًا متماسكا.


استيعاب كافة الأطياف
من جهته يقول الدكتور/ هاني بن أحمد فقيه عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إن المجتمعات القوية المتماسكة يمكنها استيعاب كافة الأطياف: الدينية والعرقية، والسياسية المعتبرة داخل نسيجها الاجتماعي، بشَرْط أن تكون هذه الاختلافات في إطار التعاون والتفاهم والنزاهة التي تساوي بين جميع الشرائع في الحقوق والواجبات. مشيرًا إلى أنه من الخطأ محاولةَ إلزام الناس برأي وبمذهب واحد في المسائل الخلافية الاجتهادية. ووجوب الإقرار بالاختلاف والتنوع كواقع، مع وجوب حسن التعامل معه برقي، وإدارته بحكمة.
ويضيف فقيه في كتابه "خطوات في فقه التعايش والتجديد" بأنه يجب لزوم العدل والإنصاف عند الاختلاف. والتنبيه على خَطأ التجرؤ والمسارعة في التكفير والتبديع، والمبالغة والشَّطط في هذا، وأن الخطأ في العفو أهون من الخطأ في العقوبة، والحرص على إظهار محاسن الإسلام، والتَأكيد على لزوم الجد والعمل، والاستفادة من كل نافع ومفيد، حتى ولو كان عندَ غير المسلمين.
ويشير إلى دور المجامع الفقهية والعلمية، وأهمية الرجوع إليها في الملمات والمسائل التي تتعلَّق بمصالح المسلمين العامة، مع التأكيد على التيسير المنضبط بقواعده الشرعية من غير شطط، أو تساهل، أو تمييع لقضايا الدين.
التمسك بالتعايش
ويرى الباحث زكي الميلاد بأننا بحاجة إلى التعايش والتمسك به، والحرص عليه، وإعلاء شأنه، لأننا في زمن الاضطرابات والاختلافات والثورة التقنية، الأمر الذي يقتضي التمسك بالثوابت الوطنية، وترجيح المصلحة العامة، وتجريم خطابات التعصب والطائفية والكراهية، وتحسين الأحوال المعيشية والاجتماعية. داعيًا إلى تبني مبادرات جادة نحو التعايش المجتمعي يتبناها العلماء والمثقفون ومؤسسات المجتمع المدني.

image

image

image

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 572 | أضيف في : 12-02-2016 02:48 | شارك :


تعليقات الفيس بوك

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (2 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441