|
|
دراسة: التدين أحد عوامل رقي المجتمع الثمودي في منطقة حائل
صدرت عن مركز الملك فيصل للبحوث
عرعر تايمز - التحرير :
ربطت دراسة حديثة بين ظاهرة التدين في أي مجتمع وبين درجة رقي المجتمع أو تخلفه، مبينة أن الرسوم الصخرية التي تعود للمرحلة الثمودية المتوسطة تتضمن رسوماً غاية في الإتقان، مع فهم واضح لتقنية الرسم والنقر على الواجهات الصخرية، ودللت على أن ذلك يعني أن التدين في الفترة الثمودية المتوسطة كان أحد عوامل رقي المجتمع في حائل وتقدمه؛ مقارنة بالفترة المتأخرة التي شهدت ضعفاً كبيراً في تقنية الرسم الصخري، بل إن استخدام الرسوم قلَّ كثيراً.
وكشف الإصدار الجديد من «قراءات» الصادر حديثاً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن النقوش الدعائية الدينية التي تبلغ (146) نقشاً تأتي في المركز الثاني من حيث العدد بعد النقوش التذكارية، وهما يعودان في الأغلب إلى المرحلة الثمودية المتوسطة في حائل التي تبدأ في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد، بما يعني أن التدين كان أعلى في المرحلتين الثموديتين المبكرة والمتوسطة؛ قياساً بالمرحلة المتأخرة؛ حيث غلب على النقوش في هذه المرحلة الاشتياق والهيام ونشاطات المجتمع.
وأوضح د. سليمان الذييب الباحث الرئيس في وحدة الدراسات السعودية بالمركز، وأستاذ اللغات العربية القديمة والآثار بجامعة الملك سعود، في هذه الدراسة التي جاءت بعنوان: «النقوش الدعوية في الكتابات الثمودية بمنطقة حائل»، أن عدد المعبودات التي عبدها الثمودي من خلال النقوش التي تمت دراستها بلغ اثني عشر معبوداً، مبيناً أن الإنسان الثمودي كانت أهم أدعيته وأمنياته من هذه المعبودات: الزواج؛ لأهميته في حفظ النسل وبناء المجتمع وعمارة الأرض، وأيضاً الحب والعشق وطلب الرزق والمساعدة والشفاء من المرض والدعاء على الغير بالشر، وغيرها.
وألقت الدراسة الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث الضوء على إحدى الظواهر الاجتماعية التي مارسها أهالي حائل الثموديون، وهي ظاهرة الدعاء والتوسل للآلهة –المعبودات- بعد دراسة علمية لعدد من النقوش الثمودية التي صُنفت دينية دعوية، والتي رُصدت في عدد من المواقع في منطقة حائل، وهي تعد جزءاً من مشروع ضخم لنشر ورصد كل الكتابات الثمودية في المملكة العربية السعودية التي فاقت الآلاف وتنتشر في كل أنحاء المملكة؛ حيث إن نقوش منطقة حائل المعروفة حالياً تعود إلى الفترة التاريخية الواقعة بين القرنين السادس إلى الأول قبل الميلاد، وبلغ المسجل منها حتى يومنا الحاضر (1222) نقشاً ثمودياً، جاءت من أربعة وثلاثين موقعاً، في جهات مختلفة من منطقة حائل العريقة بتاريخها وآثارها.
وأضافت: «تعكس مضامين هذه النقوش الطبيعة الدينية عند أفراد القبائل الثمودية في المنطقة، وشملت خمسة عناوين: كان أولها عن تلك المتعلقة بالأسرة، وتحديداً الزواج وطلب الذرية والأولاد. وثانيها التي رصدنا فيها النقوش الخاصة بطلب الرزق والغنى، فالرزق طلبه في الغالب الفقراء، والغنى دعا إليه ميسورو الحال، وشمل اقتناء المتاع والحيوانات الهامة في حياة إنسان حائل آنذاك، وأهمها الإبل، بينما احتلت ظاهرة العشق والحب -الذي لا يخلو منه أي مجتمع سوي- مكانة رفيعة عندهم، في حين احتل الدعاء والتوسل للآلهة بإيقاع الأذى والشرور على البعض جانباً واضحاً في المجتمع، ولعل هذه الظاهرة تشير إلى ضعف الداعي؛ لأن الداعي يكون الطرف الأضعف غالباً والأقل مكانة.
وأخيراً وجدنا عدداً من النقوش التي تناولت المرض والأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان رفيقه في حياته الدنيوية، والمثير أن هذه النقوش بينت أن الأمراض لم تكن في غالبها عضوية، بل نفسية أيضاً».
الجدير بالذكر أن دورية "قراءات" التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عبارة عن إصدار بحثي كبير نسبيّاً تعدّه إحدى الوحدات البحثية في المركز، ويصدر كلّ شهرين باللغتين العربية والإنجليزية، ويُعنى ببعض القضايا المتخصّصة التي تهتمّ بدراستها الوحدات البحثية المختلفة في المركز
تعليقات : 0 | إهداء : 0 | زيارات : 343 | أضيف في : 07-18-2018 01:12
| شارك :
تعليقات الفيس بوك
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441