|
|
تحولات القرن الإفريقي ودور السعودية في المصالحات التاريخية
ضمن تقرير صادر عن مركز الملك فيصل للبحوث
عرعر تايمز - التحرير :
أشاد تقرير بحثي صدر حديثاً بدور المملكة في الحراك الدبلوماسي الأخير الذي شهده القرن الإفريقي وشمل المصالحات بين دولتَيْ إريتريا وجيبوتي؛ حيث كان للدبلوماسية السعودية دور مهم في احتواء الخلاف بين البلدين، وتُوّج ذلك بلقاء الرئيسين الإريتري والجيبوتي في جدة مؤخراً، ورعاية المملكة لاتفاقية السلام بينهما.
وشهد القرن الإفريقي، مؤخراً، حراكاً إقليميّاً يُنهي ما دأبت عليه دول المنطقة منذ عقدين من الزمن، من قطيعة فيما بينها، والدخول في أحلاف على خلفية نزاعات حدودية وخلافات تاريخية موروثة عن الحقبة الاستعمارية، متمثلة في التنوع الإثني والصراعات الدولية والإقليمية في شرق إفريقيا والبحر الأحمر؛ حيث تحول القرن الإفريقي في مدّة قصيرة من منطقة من أكثر المناطق توتُّراً في القارة إلى إقليم نموذجي يسعى نحو تحقيق مصالحات وتسويات تاريخية، فيما دفعت حالة البنى التحتية للموانئ وطرق المواصلات بالقرن الإفريقي القوى الصاعدة إلى الاهتمام بالموانئ وإعادة تهيئتها وبناء قواعد جديدة، وبرز دور الصين خلال السنوات الأخيرة في جيبوتي والصومال وإريتريا.
أوضح التقرير الخاص للباحث الرئيس في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية د. محمد السبيطلي، والذي صدر حديثاً عن المركز تحت عنوان: "القرن الإفريقي في ظل الصعود الإثيوبي.. تسويات ومصالحات وتنافس على الموانئ"؛ أن زعماء إفريقيا يرون أن الاستقرار الإقليمي شرط التقدم في القرن الإفريقي؛ لذا تتجه العلاقة الإريترية والصومالية نحو التطبيع بعد 15 سنة من القطيعة، بعد زيارة رئيس الصومال لإريتريا هذا العام، وتود إثيوبيا أيضاً الاحتفاظ بالسودان حليفاً لها. وأفاد بأن إثيوبيا تتجه نحو التحوُّل إلى محور سياسي وقاعدة اقتصادية شرق القارة كما في القرن الإفريقي، وأنها بصدد الخروج من عزلتها ونزاعاتها الداخلية والإقليمية لتكون دولة رائدة في المجال الاقتصادي، مبيناً أن رياح التغيير التي هبت على إثيوبيا شملت كل أقطار إقليم القرن الإفريقي، وسوف تضطر الدول المحيطة بأديس أبابا للنموذج الإثيوبي في عقد المصالحات وتنقية المناخات الداخلية بصفتها شرط الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أن "آبي أحمد علي" رئيس وزراء إثيوبيا أطلق بعد تعيينه في أبريل 2018م حملة مصالحة داخلية، وأعاد بناء علاقات إثيوبيا وترميمها في محيطها الإقليمي، لارتباطهما الوثيق بالاستقرار السياسي الداخلي والحد من توتر علاقات بلاده الإقليمية كشرطين للنمو الاقتصادي السريع لإثيوبيا ذات الكثافة السكانية العالية، معتمداً على ثلاثة محاور لتحقيق الاستقرار الداخلي والإقليمي: إدخال إصلاحات سياسية، وعمل مصالحات داخلية وخارجية، بجانب تطوير الاقتصاد.
وذكر أنه تواجه رئيس الوزراء الإثيوبي تحديات داخلية وخارجية كبيرة؛ منها إيجاد توازن جديد للحد من سيطرة الحرس القديم والدولة العميقة التي تسيطر عليها أقلية التغري، الذين يمسكون بكل مفاصل السلطة في الوقت الحالي، وتجاوز النزاعات الإقليمية، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، مشيراً إلى أن آبي أحمد قام بتوثيق العلاقات مع جيبوتي الدولة الجارة الاستراتيجية لإثيوبيا والمنفذ التجاري البحري لها؛ حيث زار جيبوتي ووقّع مذكرة تفاهم معها لدعم سبل اندماج البلدين اقتصاديّاً وأمنيّاً، لاسيما مع امتعاض جيبوتي من التقارب بين إثيوبيا وإريتريا.
وأضاف التقرير: "أطلق آبي أحمد بداية المصالحة مع إريتريا منذ توليه السلطة في 2018م؛ حيث إن تسوية النزاع وتطبيع العلاقات بين البلدين سيسهم في فك العزلة الدولية والإقليمية ورفع العقوبات عن إريتريا، وتجميد أو توقف أنشطة المعارضة الإريترية التي كانت تحتضنها إثيوبيا وبالعكس، واعتماد إثيوبيا على ميناء إريتريا في تطوير اقتصادها. وتعد إثيوبيا أهم الدول في منطقة القرن الإفريقي التي تشهد تنافس القوى الصاعدة من الدول الغربية والصين واليابان على موانئ البحر الأحمر والاستثمار والتجارة، وذلك من خلال قدرة اقتصادها على استقطاب الاستثمار الأجنبي في منطقة توتر عسكري ونزاعات إقليمية حادة، وهي تمثل سوقاً داخلية تقدر بأكثر من 100 مليون نسمة، واقتصاداً ينمو بنسب عالية."
تعليقات : 0 | إهداء : 0 | زيارات : 336 | أضيف في : 11-23-2018 06:02
| شارك :
تعليقات الفيس بوك
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
للتواصل من خلال الواتساب
0506662966 ـــ
0569616606
البريد الالكتروني للصحيفة
arartimes@arartimes.com
ص ب 1567
الرمز البريدي 91441