حقيقة "المخدرات الرقمية".. وحش وهمي يصنعه الإعلام - تايم تايمز
الجمعة 20 سبتمبر 2024




الأخبار أخبارمحلية › حقيقة "المخدرات الرقمية".. وحش وهمي يصنعه الإعلام

حقيقة "المخدرات الرقمية".. وحش وهمي يصنعه الإعلام

حقيقة
عرعر تايمز - متابعات : تنهمر عبارات مثل "خطر إدمان جديد" و"وحش يهدد الشباب"، و"مخدر المراهقين عبر سماعات"، وغيرها من العبارات التي تهوّل ما يعرف بـ "المخدرات الرقمية"، خاصة بعد نشر محطات تلفزيونية ومواقع إلكترونية تقارير تشجب وتعترض وتعلن فيها ذعرها من "آفة" ستطيح بشباب العالم العربي، في موجة من اللهاث خلف تحقيق نسب مشاهدة عالية، حتى وإن كانت من معلومات منقوصة ومغلوطة في كثير من الأحيان.



لا دليل علمياً ولا ورقة بحثية واحدة ذات قيمة، تؤكد أن ما يعرف بـ "المخدرات الرقمية"
وتباع مقاطع صوتية وأخرى تحمل مجاناً عبر مواقع عدة تحت اسم "ديجيتال دراجس" (مخدرات رقمية)، تسمى بعضها بأسماء أنواع معروفة من المخدرات الطبيعية وحبوب الهلوسة وخلافه، بينما تسمى أخرى بحسب الحالات التي تعد بجعل ستخدمها يعيشها، كالسعادة والاسترخاء والراحة، وأخرى تعد بإحساس مشابه للنشوة الجنسية، أو تدفق الأدرينالين في إحساس الرعب، إلخ.

تقنية قديمة
لكن هذه الحيل التسويقية لا تعني بالضرورة أنها حقيقة لا جدال فيها، وبحسب مقاطع فيديو كثيرة نشرها شباب عبر يوتيوب، فإن الأمر مثير للسخرية، وذكر العديد منهم ممن جرب هذه "المخدرات الصوتية"، أن الأمر لا يعدو مجرد دقات صوتية تصيبهم بالملل أو الصداع أحياناً.

لكن أخيراً أشعلت محطة "إم تي في" اللبنانية فتيل أزمة مفتعلة (المخدرات الرقمية)، في تقرير انتشر عبر مواقع التواصل وسبب ذعراً جديداً، كونها ضمنته مشاهد لشباب كأنهم مصابون بحالة صرع، في لقطات تبدو قديمة ومركبة ولم تعرف القناة إطلاقاً بهوية هؤلاء الشباب أو مصدر اللقطات التي يبدو بعضها مفتعلاً لا محل له من الصحة.

وبعد هذا التقرير ردت المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (إجمع)، وجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان PCA والتحالف العربي لحرية الإنترنت، والتحالف اللبناني للإنترنت، في بيان مشترك أن ما يسمى المخدرات الرقمية هي أمر مبني على تقنية قديمة تسمى "النقر بالأذنين"، اكتشفها العالم الألماني هنري دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 في علاج بعض حالات الأمراض النفسية كالأرق والتوتر".

ووضحت الجمعيّات أنّ "المخدرات الرقمية هي ذبذبات الصوت دلتا وثيتا وألفا وبيتا، وليس هناك دليل على أنّها تسبب الإدمان".

المخدرات المزعومة
وبعد تقرير "إم تي في"، أخذت مواقع كثيرة بالعزف على الوتر نفسه، واتسعت رقعة المغالطة والتهويل، فذكرت مواقع أن الدوائر الأمنية في الخليج العربي بدأت "في رصد الظاهرة وتجفيف مصادرها"، بحسب تعبيرها.

وسرت موجة القلق في الإمارات بدورها، وتخوف الأهالي من أن يكون أبناؤهم من مدمني "المخدرات الرقمية".

لكن في الواقع لم يصدر حتى اليوم أي بيان رسمي عن وجود ولو حالة واحدة في الإمارات تعد أو توصف بـ"حالة" إدمان مخدرات رقمية.

وذكر العديد من مستخدمي مواقع التواصل في الإمارات، أنهم استمعوا لهذا النوع من المخدرات المزعومة، لكنها لم تصبهم بأي شيء، لكن في المقابل هناك عدد أكبر لا يعرف حقيقة الموضوع بشكل علمي فتعلو أصواتهم ذعراً وتحذيراً.

دراسة إماراتية
ورغم أن الحديث عن "المخدرات الرقمية" ليس جديداً، وسبق أن انتشرت موجة إعلامية مشابهة في 2010، لكن الجهات الباحثة عن الإثارة وجذب الجماهير بأي شكل لا تتورع عن خلق "وحوش" وهمية بين الحين والآخر.

ويبقى أن نذكر أن الخطر ربما في "المخدرات الرقمية" أنها تجعل الشباب والمراهقين يفكرون أكثر بتجربة المخدرات الحقيقية، وتزيد من إعجابهم بها، وسعيهم للوصول للحالات التي فشلت "المخدرات الرقمية" في منحهم إياها.

وكانت الباحثة الإماراتية علياء حسين، ، مديرة إدارة دعم جهود التنمية المجتمعية في مركز شرطة دبي، أعدت دراسة علمية كاملة أعلنتها في يونيو 2013 ونشرها موقع 24، تناولت فيها عصر المعلومات وتغير أنماط الحياة من خلالها، وبالتحديد تلك المتعلقة بالمخدرات الرقمية.

وأكدت حسين في دراستها أن الخطر من انتشار "المخدرات الرقمية" بين الشباب، "أنها قد تؤدي إلى محاولات تجريب المخدرات الحقيقية فيما بعد".

وبحسب الطبيب النفسي واستشاري الإدمان اللبناني، د.جوزيف خوري، في مقابلة نشرها موقع "ناو ميديا"، فإنه "لا دليل علمياً ولا ورقة بحثية واحدة ذات قيمة، تؤكد أن ما يعرف بـ "المخدرات الرقمية" تؤدي لأعراض الإدمان أو تسببه، وأضاف: "لا دليل علمياً على ضررها بأي شكل من الأشكال"، وانتقد خوري تقرير "إم تي في" الذي وصفه بـ "الهراء" و "التفاهة"

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 2544 | أضيف في : 11-04-2014 02:34 | شارك :


تعليقات الفيس بوك

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441