سارا .. ومازال للفخر عنوان - تايم تايمز
الأحد 19 مايو 2024




المقالات بأقلامهم › سارا .. ومازال للفخر عنوان
سارا .. ومازال للفخر عنوان
04-10-2020 05:57


لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه
لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبِرا

‏سارا ..كانت ومازالت تُسطر أروع المفاخر التي يحق لي أن أُباهي وأتباهى بها ، وأرفع هامتي بما تقوم به ، فالبنت فخرٌ وأي فخر ..
سارا ..تُلملِمُ بعض حاجاتها هذا اليوم ، لتُجسد الولاء والانتماء في أبهى صوره لهذا الكيان ‏الشامخ بما ‏يمليه عليها أخلاقيات مهنة الطب..
تُساند وطنها ومجتمعها في هذه الجائحة التي يمر بها العالم ..
تودعنا وألمحُ في عيّنيها نشوة الفخر والعز ، ‏وهي تُلبي نداء الوطن كما هو حال أبناء وبنات وطننا الغالي فلا صوتَ يعلو على صوت الوطن ..
سارا .. ‏لم تكن طبيبة بمحض الصدفة ، ولم تكن من ملائكة الرحمة على سبيل ‏الوجاهة ، ولم تعش خيالا ، أو أضغاث أحلام بل علو همةٍ ورؤية نمت عبر السنين .
هذه ‏الفتاة تربت وترعرعت في كنف والدي ـ رحمه الله ـ
فقد كان يراها طموحاً يُعانق عنان السماء ، وقيماً يشاهدها ، ويستشهد بها ..
فقد كان ـ رحمه الله ـ ‏يجالسها ويسامرها ويحدثها حديث الكبار للكبار ولسان حاله يردد : هذه البنت بألف رجل .

سارا .. أفعالها تسبق أقوالها ، وشغفها بالعلم والتعليم له النصيب الأكبر من حياتها ، ‏فمنذ طفولتها لم تودع الكتاب بل كان المقعد الدراسي و الحصة الدراسية شغلها الشاغل ، وهاجسها ‏المتواتر، وكانت دائماً وأبدا تملك نفساً تواقةً إلى المعالي .
وسرعان ما تحققت الأحلام ، وانفلق ‏صباح مشرق ، وانجلى ليل التعب والسهر، وهي تحمل لي ولوالدتها بشارة التخرج من جامعة الحدود الشمالية لتستأذننا ، وبعطف الابنة البارة لتكمل مسيرة العلم والتعليم في عاصمة النماء والعطاء ولسان حالها يقول :
بصُرتَ بالراحة الكبرى فلّم ترها ..
تُنال إلا على جسرٍ من التعب ..
فواصلتِ المشوار ، ‏جاهدت وجالدت ، وواصلتِ الليل بالنهار لتزف لنا بِشارة أخرى كما هي عادتها في مسيرتها العلمية ، لتنضم إلى إحدى مستشفيات مملكتنا الغالية كي تُساهم وتُساند وتكمل وترد جزءاً من الدين لهذا الوطن المعطاء ..
‏إنها قصة كفاح ومولد فتاة تعلّقت بالعلم حد الثمالة ، وتربت على عادات ، وقيم سعودية في ظل مجتمع تحكمه التربية والتعليم ، ومواطنة سامية الأهداف والمبتغى .
فأي مجد بلغتِ أيتها الشامخة العالية ..
وأي نجمٍ خبا حينما واصلتي السير والمسير لذرا السحاب..
سارا ..
ما زالت حكاية تروى فصولها عبر الأيام وتاريخا يسجل مواقفها التي تُكتب بأحرفٍ مدادها من نور ..


بقلم / محمد بن داوود سليمان العطيوي
مدير إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الحدود الشمالية

تعليقات تعليقات : 0 | إهداء إهداء : 0 | زيارات زيارات : 255 | أضيف في : 04-10-2020 05:57 | شارك :


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


محمد بن داوود العطيوي
محمد بن داوود العطيوي

تقييم
3.13/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة/ق

install tracking codes
للتواصل من خلال الواتساب 0506662966 ـــ 0569616606 البريد الالكتروني للصحيفة arartimes@arartimes.com ص ب 1567 الرمز البريدي 91441